أمرُّ على الأرض، |
أحملُ أنهارها بيدين تعيدان جدوى الضِّفاف |
وطعمَ اختلافِ العصافير في معبد الماءِ |
حول صلاة السَّلامْ. |
أمرُّ على الأرض |
أنسلُّ من شجر النَّائمينَ |
وأتلو عليها رؤى الياسمينِ |
وأترك فيها مخيّلةً لا تنامْ. |
وأشبهُ أحلامَها بعد يومٍ تداعى |
أعيدُ إلى برجها شاردات الحمامْ. |
أعرّي سنابلها خلسةً |
وأعاشرُ فيها حفيفَ الهواءِ |
إذا عبرتْ فيه أنثى تديرُ على حلمتيها |
الغمامْ. |
أغادرها وأنا مطمئنٌّ إلى أنَّ شاعرها المتشرِّدَ |
ما ضلَّ حين غوى |
وأنَّه ما زال كالنَّجم لما هوى |
وما بين عاشقتين أقامْ. |
أمرُّ على الأرض |
أقرأ في ليلها حقَّ هذا الشّتاءِ |
بأن يتبادلَ أنخابه مع سكّان أمطاره، |
عندما ينسجون البيوتَ على نول أقداحِهم، |
فتسيل النّوافذُ مثل الحكاياتِ |
من شبق السّاهرينْ. |
أمرّ سريعاً كدمعة فلٍّ على عنقٍ من حنينْ |
أمرُّ على الأرض مضطرباً |
أتدرَّبُ فيها على الاحتضار البطيءِ |
لأبلغ موتي قليلاً قليلا |
أمرّ على الأرض أخسرُ فيها خيولا |
وأربحُ منها اتِّحادي مع الرَّاحلينْ |
لأشرح عنها غيابي فأزداد فيها حضورا |
وأترك فيها جمالاً مثيرا. |
أعلّق ليلي على ليلها |
ليكون السَّوادُ أقلَّ ارتفاعا |
وأحرسُ أرض مخيِّلتي من خريف الجمالِ |
وأمنحُ قلبي سلام النَّقائض |
علِّي أخفّف هذا الضَّياعا |
فيسكن لي ظلُّ ظلِّي |
وينساب فيَّ اليقينُ أشدَّ اندفاعا |
أحدِّدُ لي جهةً، |
وأسيِّر تحت المصابيحِ |
قافلةً من شهوري |
أعدِّدُ في السرِّ كمْ مرّةٍ خابَ فألُ المسافرِ |
في طرقات اللّغاتِ |
وفي وطن يتمدَّد بين السّطورِ |
وأقسمُ بالكوثر العَذْبِ |
أنِّي غسلتُ به ألفَ إسوارةٍ، |
لزفاف العذارى الأخيرِ |
ولكنّني كلَّ عرس أردّدُ: |
من ستكون الأخيرةَ منهنَّ، |
من ستكونْ؟؟؟ |
لهذا أمرُّ على الأرض في قلقٍ وجنونْ |
حصاناً يكون له السَّبْقُ، أو لا يكونْ... |
__________ |
4-12-1998 |
19-4-1999 |