إلى زهرة الأنثى أطيِّرُ نحلتي |
لتدخلَ في لغز العبير شهيدةً |
مضَّرجةً بالمسكِ، والشَّهوة البكرِ... |
وتسألني الأشياءُ: من أيّ كوكبٍ |
تدلّيتَ: من أيّ الغوايات تغتني |
خلاياكَ، إذ يخضرّ فيها دمُ الشِّعرِ؟... |
أنا العاشقُ المطوَّى في حزنِ حزنِهِ |
تفيض بيَ الشّهْوات مشْرعَةَ الرّؤى |
أنادي إناثَ النَّار: مَنْ جَمرةٌ غيري؟... |
على كتفي تُلْقى عباءاتُ عالمٍ |
من النُّور. في قلبي تخيِّم أُمّةٌ |
من العشقِ. تُلْقي موحِشَ البرقِ في صدري... |
أرتّبُ ميعادَ الفصول، وأستوي |
على عرش أشعاري مليكاً، متوِّجاً |
... |
بماءٍ لطيفِ الدَّفْقِ أغنيةَ الزّهْرِ... |
وأدخل ظلْمات السَّراديب مقمراً |
كما قَدْ يضيءُ اللَّه أوردةَ المدى |
وأفتحُ أزرار الفضاءِ عن الجمرِ... |
كريمٌ ندائي إذ أغنِّي مواجعي |
فأنشرُها ليلاً على ضفَّة الأسى |
كأنّي امتدادُ الموج في جسدِ البحرِ... |
غنيٌّ بميراثِ الغرام، مزيِّنٌ |
بفضّيَة الأحلام روحي، ولي يدٌ |
تفكّر بالأشياءِ إن خانني فكري... |
أنا واصلُ الرُّؤيا بيَنبوع شَهْوتي |
وبي شبقٌ تجتاحُ روحي طيورُه |
وعُلِّمِّتُ في دار الصّبا منطقَ الطَّيْرِ... |
أكّلمُ منذ المهد قوماً تحجَّروا |
فغرِّبتُ عنهم غاسلاً منهمُ يدي |
رضيّاً بميلاد الكوارثِ والفقرِ... |
تدفّقتُ في صمت العذارى قصيدةً |
تؤلِّف ما بين النُّهود وقُبْلتي |
فأنذُرُ للحبِّ العظيم جنى عمْري... |
أن طفلُ أنَّات الهيام، أصابعي |
أبعثرُها في كلِّ صدر مطيَّبٍ |
وألهو بما تُخْفي الغلالةُ من عطرِ... |
بعينيَّ أُغوي كلَّ فَرْعٍ مؤنَّثٍ |
وأَسْبيهِ بالسِّحر الجليل فينحني |
ولن تشفيَ الآياتُ مَنْ طالَهُ سِحري... |
كأنَّ خيول الجنِّ تعبر في دمي |
لأصهل أشعاراً تسافر حرّةً |
فلا عاشَ من يبني حدوداً على شِعري... |
_________ |
28/2/1992. |