قدْ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَ الحَيِّ بِالظَّعَنِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
قدْ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَ الحَيِّ بِالظَّعَنِ | وبَيْنَ أَرْجَاءِ شَرْجٍ يَوْمَ ذيِ يَقَنِ |
تَفريقَ غيرِ اجتماعٍ ما مشى رجلٌ | كما تفرَّقَ نَهجُ الشامِ واليمنِ |
ضَحَّوا قَلِيلاً قَفَا ذَاتِ النِّطَاقِ فَلَمْ | يجمَعْ ضَحَاءَهُمُ هَمِّي ولا شَجَني |
بعدَ ائْتِمارٍ وَهمٍّ بالحُلولِ ،ولوْ | حَلُّوا تَلَبَّسَ في أوطانِهمْ وطَني |
ثمَّ استمروا ، وأبقَوْا بينَنا لَبَساً | كما تلَبَّسَ أُخرى النَّومِ بالوَسَنِ |
شَقَّتْ قُسَيَّانَ وازْوَرَّتْ ومَا عَلِمَتْ | من أَهْلِ تُرْبَانَ من سُوءٍ ولاَحَسَنِ |
واشْتقَّتِ القُهْبُ ذات الخَرْجِ مِن مَرَسٍ | شَقَّ المُقَاسِمِ عنهُ مِدْرَعَ الرَّدَنِ |
لمَّا أَتَى دُونَهُمْ حَادٍ أَقَامَ بِهمْ | فَرْجَ النقيبِ بلا عِلمٍ ولا وطنِ |
وصرَّحَ السَّيرُ عنْ كُتمانِ ، وابْتُذِلَتْ | وَقْعُ المَحاجِنِ في المَهْرِيَّة ِ الثٌّقٌنِ |
جَعَلْنَ هَضْبَ أَفِيحٍ عن شَمَائِلِهَا | بَانَتْ حَبَائِبُهُ عَنْهُ ولم يَبِنِ |
واسْتَقْبَلُوا وَادِياً ضَمَّ الأرَاكُ به | بَيْضَ الهُدَاهِدِ ضَمَّ المَيْتِ في الجَنَنِ |
ما زِلتُ أرمقُهمْ في الآلِ مُرْتَفِقاً | حَتَّى تَقَطَّعَ من أَقْرَانِهِمْ قَرَنيِ |
فقلتُ للقومِ: قدْ زالتْ حَمائلُهمْ | فَرْجَ الحَزِيزِ منَ القَرْعاءِ والجُمُنِ |
ثمَّ استغاثوا بماءٍ لا رشِاءَ لهُ | مِنْ حَوْتَنَانَيِنْ لاَمِلْحٍ ولاَدَمِنِ |
ظلَّتْ على الشرَفِ الأعلى ، وأمْكَنَها | أَطْوَاءُ جَمْزٍ من الإِرْوَاءِ والعَطَنِ |
في نِسْوَة ٍ مِنْ بَني دَهْي مُصَعِّدَة ٍ | ومِن قَنانٍ تَؤُمُّ السَّيرَ للضَّجَنِ |
أو مِن بَني عامرٍ ترمي الغُيوبُ بها | رَمْيَ الفُراتِ غداة َ الريحِ بالسُّفُنِ |
تُبْدي صُدوداً ، وتُخفي بينَنا لَطَفاً | تأتي مَحارمَ بينَ الأَوْبِ والعَنَنِ |
كنعجة ِ الحاذَة ِ الحوَّاءِ ألجَأَها | حَامِي الوَدِيقَة ِ بَيْنَ السَّاقِ والفَنَنِ |
في نِسْوَة ٍ شُمُسٍ لاَمَكْرَهٍ عُنُفٍ | ولاَ فَوَاحِشَ في سِرٍّ ولاَ عَلَنِ |
يَرْفُلْنَ في الرَّيْطِ لم يَنْقَبْ دَوابِرُهُ | مَشيَ النِّعاجِ بحِقْفِ الرَّمْلة ِ الحُرُنِ |
يَثْنينَ أعناقَ أُدْمٍ يَرْتَعِينَ بها | حَبَّ الأَرَاكِ وحَبَّ الضَّالِ مِنْ دَنَنِ |
يَعْلُونَ بالمَرْدَقُوشِ الوَردِ ضاحِيَة ً | على سَعابيبِ ماءِ الضالَة ِ اللَّجِنِ |
زَارَ الخَيَالُ لِدَهْمَاءَ الرِّكَابَ وقَدْ | نامَ الخَلِيُّ ببطنِ القاعِ مِن أُسُنِ |
من طَيَّ أَرْضِينَ أَوْ من سُلَّمٍ نَزِلٍ | مِن ظَهرِ رَيْمانَ أوْ مِن عَرضِ ذي جَدَنِ |
مِطْواً طَليحاً تَسَجَّى غيرَ مُفْتَرِشٍ | إلاَّ جَناجِنَ أَلقاها على شَزَنِ |
ما أَنِسَتْ في فضاءِ الأرضِ أو طرقَتْ | غَيْرِي وغَيْرَ سوادِ الرَّحْلِ من سَكَنِ |
وعَنْفَجِيجٍ يَمُدُّ الحَرُّ جِرَّتَهَا | حَرفٍ طَليحٍ كَرَكْنِ الرَّعْنِ مِن حَضَنِ |
في عازبٍ رَغَدٍ صَدْحُ الذبابِ بهِ | رَأْدَ النَّهَارِ كَصَدْحِ الفَحْلِ في الحُصُنِ |
لاَقَى خَنَاذِيذَ أَمْثَالاً،فَجَاوَبَهَا | بِصَيِّتٍ صَاتَهُ من صَائِتٍ أَرِنِ |
تحْمِي ذِمَارَ جَنِينٍ قَلَّ مَا مَعَهُ | طَاوٍ كَضِغْثِ الخَلَى في البَطْنِ مُكْتَمِن |
تَذُبُّ عنهُ بلِيفٍ شَوْذَبٍ شَمِلٍ | يَحْمِي أَسِرَّة َ بَيْنَ الزَّوْرِ والثَّفِنِ |
كَانَّ مَوْضِعَ وِصْلَيْهَا إِذَا بَرَكتْ | وقدْ تطابَقَ مِنها الزَّوْرُ بالثَّفِنِ |
مَبِيتُ خَمْسٍ من الكُدْرِيِّ في جَدَدٍ | يَفْحَصْنَ عَنْهُنَّ بِاللَّبَّاتِ والجُرُنِ |
إِنْ تَكُ دَهْـمَاءُ قد رَثَّتْ حَبَائِلُهَا | فما تَعَلَّلْتُ من دَهْمَاءَ بِالْغَبَنِ |
ولَوْ تَرَانِي وَإِيَّاهَا لقُلْتَ لنَا: | كأنَّ ما كانَ مِن دهماءَ لم يكُنِ |
إِنْ تَكُ لي حَاجَة ٌ قَضَّيْتُ أَوَّلَهَا | فَهذِهِ حَاجَة ٌ أَجْرَرْتُهَا رَسَنيِ |