ألا طرقَتْنا بالمدينة ِ بعدَما
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألا طرقَتْنا بالمدينة ِ بعدَما | طَلى الليلُ أذنابَ النِّجَادِ فأظْلَما |
تَخَطَّتْ إِلَيْنَا الدُّورَ والسُّوقَ كُلَّها | ومن كَانَ فِيهَا منْ فَصيحٍ وأَعجَمَا |
عشِيَّة َ وافى مِن قُريشٍ وعامرٍ | ومِنْ غطَفانَ مأتمٌ رُزْنَ مأتَما |
يَمِحْنَ بأطرافِ الذيولِ عشِيَّة ً | كما بهَرَ الوَعْثُ الهِجَانَ المزَنَّما |
كأّنَّ السُّرَى أَهْدَتْ لنَا بَعْدَمَا وَنى | منَ الليلِ سُمَّارُ الدجاجِ فنَوَّما |
رَبِيبَة َ حُرٍّ دَافَعَتْ في حُقُوفِهِ | رَخَاخَ الثَّرَى والأُقْحُوَانَ المُدَيَّمَا |
تُرَاعِي شَبُوباً في المَرَادِ كَأَنَّهُ | سُهَيْلٌ بدَاَ في عَارِضٍ من يَلَمْلَمَا |
تظلُّ الرُّخامى غَضَّة ً في مَرادِهِ | مِنَ الأَمْسِ أَعْلى َ لِيطِهَا قدْ تَهَضَّمَا |
حَشَا ضِغْثَ شُقَّارَى شَرَاسِيفَ ضُمَّراً | تخَذَّمَ مِن أطرافِها ما تخَذَّما |
يَبيتُ عليها طاوِياً بمَبيتِهِ | بمَا خَفَّ من زَادٍ ومَا طَابَ مَطْعَمَا |
يَظَلُّ إلى أَرطَاة ِ حقْفٍ يُثِيرُهَا | يُكابدُ عنها تُرْبَها أنْ يُهَدَّما |
يَبِيتُ وحُرِّيٌّ من الرَّملِ تَحْتَهُ | إِلى نَعِجٍ من ضَائِنِ الرَّمْلِ أَهْيَمَا |
كأنَّ مجوسِيَّاً أتى دونَ ظِلِّها | وماتَ الندى مِن جانِبَيْهِ فأصْرَما |
غدا كالفِرِنْدِ العَضْبِ يهتزُّ مَتنُهُ | كَمَا ورَّعَ الرَّاعِي الفَنِيقَ المُسَدَّمَا |
لنا حاضرٌ فَخمٌ ، وبادٍ كأنَّهُ | شَماريخُ رَضْوى عِزَّة ٍ وتكَرُّما |
نُقَطِّعُ أَوْسَاطَ الحُقُوفِ لِقَوْمِنَا | إذا طُلبتْ في غيرِ أنْ تتَهَضَّما |
لنا أَصْلُهَا،ولِلسَّمَاحِ صُدُورُهَا | ونُنْصِفُ مَولانا ، وإنْ كانَ أظْلَما |
وصَهْبَاءَ يَستَوشي بِذِي اللُبِّ مِثْلُهَا | قَرعْتُ بِهَا نَفْسي إِذَا الدِّيكُ أَعْتَمَا |
تَمَزَّزْتُها صِرْفاً ، وقارَعْتُ دَنَّها | بعُودِ أَراكٍ هَزَّهُ فترَنَّما |