أبا المغرب استوفت إليك البشائر
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
أبا المغرب استوفت إليك البشائر" | "هل الأكرمون النازحون زوائرُ |
سعدتُ بها لما أتتني عشية" | "تُضوِّعها تلك الرياح العواطر |
تحية حب بل حياة لجسم من" | "برته من البحر السيوف البواترُ |
ويغني القلى عند الوداد ويعرف" | "الصَّفامِ الصدى والدهر بالعلم دائرُ |
أرى الخِلّ من لم يخلُ عنك جميلُه" | "وإن عثرت فيك الصرُّوف العواثرُ |
ولله أسرار لطائفُ تحتوي" | "فضائلَ تبديها نفوس ذخائرُ |
وما غرّني ذكرى حبيبي عن النوى" | "بلى إِنَّ نقع الغيث في الجدب ظاهرُ |
تحكَّمْ بقلبي أنتَ ناهٍ وآمِرُ" | "فإني لما قد شئته فيَّ شاكرُ |
عسى باعث يحيي رميمَ شتاته" | "بمهجته يوماً فيسعد صابرُ |
فإن يَكُ إِسعاف به وبصدره" | "انْشراح فلي من جامع الشمل زائرُ |
وياما ألذ الوصل بعد انقطاعه" | "فهل أنت يا هجر الأحبة دابرُ |
وإِني لتغشاني الهموم وإِنّهُ" | "بتكرارها ضاقت عليَّ المصادرُ |
وما القلب إلا قائد الجسم أيمَّا" | "نشا أو صحا عنه الهموم الخواطرُ |
ثنا نشوة من نسمة أسنَدت لنا" | "صحيح الهوى ترتاح منه البصائرُ |
تذكرنا عطف الحبيب بقدّه" | "وما افتضحت منه الغصون الموائرُ |
وقيل لهذا الغصن والظبي والنقا" | "قفوا إنَّ إِظهار المذلة ضائرُ |
ومن يتصدى وهو في العجز غاية" | "ولم يثن عنها ناشبته القساورُ |
ومن لم يكن كفئاً يَقِفْ ومن اعترفْ" | "يَعُدْ ومن استرضى فليس يكابرُ |
ومن يتقهْ ينجح ومن يخشَه يفز" | "ومن لم يخف يفضح وتكفي النذائرُ |
كفى فاضحاً حاوي الجمال إذا بدى" | "على كل ذي نورٍ به الحسن دائرُ |
وروضة حسن لا يطير حمامها" | "كأن عيون الناس فيها حَواضرُ |
كأنَّ فؤادي إذ أرته نواظري" | "خطير الهوى يصلى على النار طائرُ |
رسول الهوى هل نُبي الحب إنني" | "أسير الجوى قد قيدته النواظرُ |
إذا فترت عيني الجفون الفواتر" | "أسىً غدرت من أرسلتها النذائرُ |
وإن بثَّ في ليل من الشعرِ تائهاً" | "فهذا له في وجهه الصبح ساترُ |
تبارك من أنشاه فتنة ناظر" | "وأعطاه كل الحسن والله قادرُ |
وسبحان من سوّى على الحق ذلك" | "الإِمامَ له في العالمين مفاخرُ |
هو العالم التحرير والفطن الغني" | "الذي نقلت منه العلوم البواهرُ |
هو الكامل المرضي والفاضل الذي" | "تدين لعلياه السُّراة الأكابرُ |
هو العامل الصافي سلالة يوسف" | "محمدٌ الوافي المُجِدّ المُسَامرُ |
همام غدا بالمغرب اليوم آيةً" | "وبالمشرق انقادت إليها الخواطرُ |
فما مصعب فيها به فهو ميسر" | "ويسجن عنها الشر والخير حاضرُ |
لقد أشرق الدين الحنيفي في الورى" | "الأباضي والوهبي والحق ظاهرُ |
وبدّد أهل الجهل لما تبدعوا" | "ضلالاً وسيف الله للكفر باترُ |
وشيد ركن الدين ثم استوى على" | "القرى فبدت منه البدور السَّوافرُ |
وطوقنا من علمه الكتب جوهراً" | "فيا نعم طوقاً لازمته البصَائرُ |
وسارت بأرض الله تنفع إنها" | "فواخر عند العارفين مفاخرُ |
سما في سماء العلم فانهلَّ مُزنه" | "فعاد بحاراُ منه تجنى الجواهرُ |
له هيبة في الله تغنى وخشية" | "تذيب الحصى منها القلوب فواطرُ |
محيّاً بدت منه الشموس وراحة" | "له اندفقت فيها البحور الزواخرُ |
لسان عليه القطب دار وقلبه" | "به البحر سكناه العلوم الغزائرُ |
ونسمة بشر عطّر الكونَ طيبُها" | "خصصنا بها واستمسكتها الأعاصرُ |
وبدر تجلى في سما المجد والعلا" | "فأهدى الهدى منه الموفق ظافرُ |
ومُزْنٌ تخلى يمطر العدل والندى" | "فغاث الورى واستغنمته الأخائرُ |
وبحر تعلى يقذف العلم والتقى" | "لأهل النهى فأستملأته الجزائرُ |
ونار تلظى تحرق الكفر في الدُّنى" | "وتمحق ما تجنيه فيها الأخاسرُ |
وسيف تنضَّى صار صوناً لعرضنا" | "وعوناً إذا دارت علينا الدوائرُ |
ورضوى غدا فينا ذكاءً وهيبة" | "وظهراً إذا تغنى الخطوب الدواسرُ |
وكهف لمن آواه منجىً وملجأ" | "وروض لمن يرعاه ناشٍ وناضرُ |
وأرض لحلم أنبتت فيه مركزاً" | "لعلم علا يأتيه ناش وناظرُ |
ألا فادعُ لي بالعلم والحفظ والتقى" | "فقلبي خلىّ من حُلى ذاك حاسرُ |
ودونكَها زُفَّت إليك فريدة" | "وأنت لها من دعوة الخير ماهرُ |
وما أنت إلا رحمة كتبت لذي" | "الإصابِة والتوفيقِ والصُبحُ سَافرُ |
ومني تسليم وأصفى مودةٍ" | "سمت وتحيات إليكم فواخرُ |
أخصك والصحب الكرام وكل من" | "له في الطريق المستقيم مآثرُ |
لقد كملت فيك الفضائل وانتهى" | "بك المجد واستوفت إليك البشائرُ |