أَنَا الشَّاعِر
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
(1) | لأنَّ الشعرَ في دَمِّي | وفي عَظمي | وفي لَحمي | سَأغمِسُ داخِلي قَلَمي | وأزرعُ كلَّ أوراقي | صَباحاً قادِمًا أخضَرْ | وطَيْفَ سَحابةٍ تُمطِرْ | أحاسيسًا على الأسطُرْ | يَدورُ العُمرُ لَنْ أعبَأْ | لأنَّ مشاعرَ الفنَّانِ لا تَصدَأْ | ستبقَى ثورةُ الأشعارِ بُركانًا | ولن تَهدَأْ | سأكتُبُ فوقَ جَفنِ العينِ أشعاري | وأُخفي | بينَ أبياتِ الهَوَى العُذريِّ | أسراري | وأسقي أحرُفَ الأبياتِ مِن عُمري ، | ومِن عرَقي ، | ومِن ناري ... | وإنْ مِتُّ .. | سَتُنبِتُ هذهِ الكلماتُ أشجارًا | على قَبري | تُظَلِّلُ فَوقَ زُوَّاري | (2) | أنا الإنسانُ والفنَّانُ والشاعِرْ | أنا الحُزنُ الذي يَمتدُّ كَالدنيا | بِلا آخِرْ | أنا المَطعونُ في قَلبي | أنا المَجروحُ في حُبي | أنا المُتمرِّدُ الثائرْ | أنا المُتعذِّبُ ، المتألِّمُ ، الساخِرْ | أنا مَن تَسكُنُ الأحزانُ في قَلَمي | أنا يَمتَصُّني ألَمي | لأكتُبَ هذهِ الكلِماتِ | أُنشِئُها مِنَ العَدَمِ | (3) | أنا الفنَّانُ غَنَّيتُ | ونارُ الجُرحِ في عُمقي | وعِشتُ العُمرَ مُنتظرًا | تَلوحُ الشمسُ في أُفُقي | أنا المَسجونُ في قَلَقي | وأشعُرُ دائمًا بالخَوفِ | سِكِّينًا على عُنُقي | تُقطِّعُ في شَراييني | يَشُقُّ بِداخِلي نَهرًا | يَصُبُّ مَرارةَ الأيامِ في حَلقي | لأنزِفَ هذه الكلماتِ | مِن وَجَعي | ومن ألَمي | ومن أرَقي | (4) | أنا النَّايُ الحَزينُ الصوتِ | والنَّغَمُ الذي يَسحِرْ | أنا الإحساسُ دَفَّاقًا | ومُنهَمرًا على الأسطُرْ | أنا مَن يَنحِتُ الكلماتِ | كي تَغدو تَماثيلاً مِنَ المَرمَرْ | وأزرعُ دائمًا شِعري | بَساتينًا على الصفَحاتِ | كي تُزهِرْ | وأمضي بينَ أبياتي | أرى نَفسي | أرى ذاتي | أرى وَجهَ انفِعالاتي | وبينَ السطرِ والسطرِ | أذوبُ .. | أموتُ .. | أنتَحِرُ | لأُهديَكُمْ كِتاباتي | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عبدالعزيز جويدة) .