ألمْ تزعِ الهوَى إذْ لمْ يُواتِ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
ألمْ تزعِ الهوَى إذْ لمْ يُواتِ | بَلَى ، وسَلوْتَ عَنْ طَلَبِ الفَتاة ِ |
وأَحْكَمكَ المَشِيبُ فَصِرْتَ كَهْلاً | تَشَاوسُ لِلْعُيُونِ المُبْرِقَاتِ |
فَإِنْ أَشْمَطْ فَلَمْ أشْمَطْ لَئِيماً | ولاَ متخشّعاً للنّائباتِ |
ولا كفلَ الفروسَة ِ، شابَ غُمراً | أصَمَّ القَلْبِ، حَشْويَّ الطِّياتِ |
أنَا ابنُ الحربِ، ربّتني وليداً | إلى أنْ شبتُ، واكتهلَتْ لداتي |
وضَارستُ الأمورَ، وضارَستْني | فَلَمْ أعْجِزْ، ولَمْ تَضْعُفْ قَناتي |
لعلَّ حلومَكُمْ إليكَمْ | إذا شمّرتُ، واضْطرمَتْ شذاتي |
وذلِكَ حِينَ لاتَ أَوانَ حِلْمٍ | ولكْنْ قَبْلَهُ اجِتَنِبُوا أَذَاتي |
وقدْ يُوسَى كبيرُ الشّرِّ حتّى | يَبِيخَ دُخانَهُ رَأْبُ الأسَاة ِ |
ويأمُرُ وهْوَ محتقرٌ، فتعصَى | بِهِ أَيْدِي المَخَارِمَة ِ العُصَاة ِ |
وكفُّوا بعضَ قولِكُمُ، فإنّي | مَتَى ما أَشْرِ تَتَّخِمُوا شَرَاتي |
وما أشرِي علَى المَولَى بجهلٍ | ولكنّي شرايَ علَى العُدّاة ِ |
وإِنْ أكْثُرْ أَخِي لا أغْتَمِضْهُ | وإنْ أَعْطَى المَقَادَ ذِوِي التِّراتِ |
وَلا أَخْتَالُ بالنُّصَراءِ، حَوْلي | عَلَى مَوْلاَيَ مَا ابْتَلَّتْ لَهاتي |
وما تُغني الحلومُ إذا استتّبتْ | مَشَاتِمُكُمْ بأفْواهِ الرُّوَاة ِ |
ولو....ن إذَا وَجَدْتُمْ | بَنِي أَشْياعِكُمْ نِقَم التِّراتِ |
أبى لي ذو القُوى والطّولِ ألاّ | يؤيّسَ حافرٌ أبداً صفاتي |
عريضُ العفزِ حينَ أرَى ابنَ عمّي | عَتِيدَ الشَّرِّ، مُقْتَرِبَ الكَدَاة ِ |
علَى غُلواءَ يُشفي بعضُ حلمي | إذَا بَلَغَتْ بِمُحْفِظَة ٍ أنَاتي |
ولا أدعُ السُّؤالَ إذا تعيّتْ | عَلَيَّ عُرَى الأُمورِ المُشْكِلاتِ |
ويُنْفَعُني إذَا اسْتَيْقَنْتُ عِلْمي | وأصري الشّكِ عندَ البيّناتِ |
هلمَّ إلى قُضاة ِ الغوثِ، واسألْ | برهطكَ، والبيانُ لدى القُضاة ِ |
هلمَّ إلى ابنِ فروة َ أوْ سليطٍ | وآلِ معرّضٍ، واتْركْ شكاتي |
أنِخْ بِفِنَاءِ أشْدَقَ مِنْ عَدِيٍّ | ومنْ جرمٍ، وهمْ أهلُ التّفاتي |
وحُكْمٍ مِنْ جَدِيلَة َ قَيْصَرِيٍّ | يُبَاعِد في الحُكُومة أوْ يُوَاتي |
يريكَ هدّى الطّريقِ، ولاَ تعنّى | وقدْ يشفي العمّى خبرُ الهداة ِ |
وقلْ: أينَ الفوارسُ والدّواهي | ومدّعمُ الأمورِ المضلعاتِ؟ |
وأيْنَ ابْنُ الَّذِي لَمْ يُزْرِ يَوْماً | بمنصبهِ أقاويلُ الوشاة ِ؟ |
ولمْ تبتِ التّراتُ لهُ شعاراً | ولكنْ كانَ عيّافَ التّراتِ |
ولَمْ يَنفَكَّ أصْيَدُ مِنْ بَنِيهِ | لَهُمْ بُنِيَ الفَعَالُ مَعَ البُنَاة ِ |
وأين النازلون بكل ثغرٍ؟ | وأينَ ذوُو الوجوهِ الواضحاتِ |
وأينَ الوافدون إذا أقاموا؟ | وأينَ ذوو الرّئاسة ِ في الغزاة ِ؟ |
هُنَاكَ تَنُصُّ أمْرَ أبِيكَ حَتَّى | تبيّنَ ما جهلتَ منَ الهناتِ |
هناكَ ينصُّنا نفرُ بنُ قيسٍ | لآباءٍ كِرَامِ الأُمَّهَاتِ |
لحبَّى إنْ سألتَ وأمِّ عمرٍو | وزُهرة َ منْ عجائزَ منجباتِ |
وفكْهة َ غيرَ مخلفة ٍ وفترٍ | بعولتُها السّراة ُ بنُو السّراة ِ |
لِكُلِّ أشَمَّ مِنْ أبْناءِ نَفْرٍ | عظيمِ الهمِّ، مضطلعِ العُداة ِ |
وَقُورٍ حِينَ تَخْتَلِفُ العَوَالي، | إِلَى النَّجَدَاتِ قَوَّامِ السِّنَاتِ |
إِلَى الأَبْطالِ مِنْ سَبَأٍ تَنَمَّتْ | مَنَاسِبُ مِنْهُ غَيْرُ مُقَرْزَمَاتِ |
ومنْ يكُ شائلاً بالغوثِ عنّي | فآبائي الحُماة ُ بنُو الحماة ِ |
نماني كلُّ أصيدَ منْ أمانٍ | أبيِّ الضّيمِ، منْ نفرٍ أباة ِ |
مَتَى تَذْكُرْ مَواطِنَ آلِ نَفْرٍ | تصدَّقْ بالأَيادِي الصَّالِحاتِ |
بِحَوْطِهِمُ قَوَاصي الأصْلِ قِدْماً | ونَهْضِهِمُ بِأَعْباءِ الدِّيَاتِ |
ولمّهِمُ شعوثَ الأمرِ حتّى | يصيرَ معاً معاً بعدَ الشّتاتِ |
وأخذهمُ النّصيبَ لكلِّ مولى ً | سَيَكْثُرُ إِنْ فَنُوا عَدَمُ الكُفَاة ِ |
حَبَوْا دُون الحَيَـهِ عَنِ المَوالي | ونَالُوا بِالقَنَا شَرَفَ الوَفَاة ِ |
إذا ذهبَ التخايُلُ والتّباهي | لقيتَ سيوفنَا جننَ الجُناة ِ |
بِلاَ خَدَبٍ ولا خَوَرٍ إِذا مَا | بدتْ نمّيّة ُ الخدبِ النُّفاة ِ |
لَنَا أُمٌّ بِهَا قَلَتٌ ونَزْرٌ، | كَأُمِّ الأُسْدِ، كاتِمَة ُ الشَّكاة ِ |
تضنُّ بنسلنا الأرحامُ حتّى | تنضِّجنا بطونُ المحصناتِ |
أَرَى قَوْماً وِلادُهُمُ تُؤَامٌ | كَنَسْلِ الضَّأْنِ أُنُفِ النَّبَاتِ |
ولَوْ أَنِّي أَشَاءُ حَدَوْتُ قَوْلاً | عَلَى أعْلامِهِ المُتَبَيِّناتِ |
لأعقدَ مقرفِ الطّرفينِ، تبني | عشيرتُهُ لهُ خزيَ الحياة ِ |
ولكنّي أغيّبُ بعض قولي | بِمَثْلَبَة ِ العُرُوضِ الحائِنَاتِ |
وأَكْرَهُ أنْ يَعِيبَ عَلَيَّ قَوْمِي | هِجَائي المُفْحَمينَ ذَوي الحِنَاتِ |
مَتَى مَا أحْذُ مَثْلَبَة ً لِقَوْمٍ | أواصلْ بينَها بالنّاقراتِ |
تَفَادَوْا مِنْ أذَايَ كَما تَفَادَى | منَ البازي رعيلُ حُبارياتِ |
غَدَا خَرِصاً يَزِلُّ الطَّلُّ عَنْهُ | يُلأْلِىء ُ بالمَخَالِبِ والشَّبَاة ِ |
يقلّبُ دائم الخفقان سامٍ | بِظَمْيا الجَفْنِ، صَادِقَة ِ الجَلاَة ِ |
لنَا الجَبَلانِ مِنْ أَزْمَانِ عَادٍ | ومجتمعُ الألاءة ِ والغضاة ِ |
إلى فُرَضِ الفُراتِ، فَلابِ لَيْلَى | فَتَيْما، فَالْقُرَى المُتَجاوِرِاتِ |
أبحناها بكلِّ أصمَّ صلبٍ | وكُلِّ أشَقَّ مُنْتَبِرِ الحَمَاة ِ |
لَنَا البَطْحَاءُ مِنْ أجَإِ قَدِيماً | إِذا ذُكِرَتْ دِيَارُ المَكْرُمَاتِ |
وحوّاطُ البلاد إذا اجرهدَّتْ | وأَصْحَابُ المَآثِرِ والثَّباتِ |
هُمُ مَنَعُوا مِنَ النُّعْمَانِ، لَمّا | تحمّسَ، بردَ أمواهِ القلاتِ |
وشَلُّوا جَيْشَهُ حتَّى اسْتَغَاثَتْ | ظَعَائِنُهُ بآجَامِ الفُرَاتِ |
فلمّا أنْ رأينا النّاسَ خلّوا | مَحَارِمَ هَامَتَيْها لِلْغُواة ِ |
حَبَوْنَا دُونَ سَوْءَتِها وكُنَّا | بني مصْدانِها المتمنّعاتِ |
ولَمْ نَجْزَعْ لِمَنْ لاخَى عَلَيْنا | ولَمْ نَذَرِ العَشِيرَة َ لِلْجُنَاة ِ |
لنَا أبوابُها الأولَى ، وكانتْ | إتاوتُها لنَا منْ كلِّ آتي |
لحرّاشِ المجيبِ بكلِّ نيقٍ | يُقصِّرُ دُونَهُ نَبْلُ الرُّمَاة ِ |
ومُطَّرِدِ المُتُونِ، لَهُ تَأخٍّ، | قَلِيلِ خِلافِ بَيْدَانِ النَّبَاتِ |
سِوَى شُعَبٍ تَجَانَفُ ثُمَّ تأْوِي | إِلى غَلَقٍ كَمَشْرَبَة ِ المَهَاة ِ |
هــجرتُ عليهِ، والحيّاتُ مذلى ، | تبطّحُ كالسُّيوفِ المصلتاتِ |
سرنداة ُ النَّجاة ِ كذاتِ لوحٍ | خصيفُ البطنِ، كدراءُ السّراة ِ |
سرتْ عـ،ن... نة قوّمتهُ | بأُفْحُوصٍ بِمُعْتَلِجِ الفَلاة ِ |
تقلّبُ في بطونِ كلِّ تيهٍ | عريضِ الفرجِ للمتقلّباتِ |
تواطنُ بالقطا طوراً، وطوراً | تَمِيلُ بها هَذالِيلُ الخَشَاة ِ |
ذَوَامِلُ حِينَ لاَ يَخْشَيْنَ رِيحاً | معاً كبنانِ أيدي القابياتِ |
وهنَّ إذا تهبُّ الرِّيحُ حردٌ | جَوَانِحُ بالسَّوَالِفِ مُصْغِياتِ |
مبطّنة ٌ حواصلُها أداوى | لِطافُ الطَّيِّ، لَيْسَ بَمُعْصَمَاتِ |
لَهُنَّ نَوائِطٌ يَخْلِجْنَ أخْرَى | وهنَّ لدَى الحناجرِ مقمحاتِ |
تَؤُمُّ بِهِنَّ أُمُّ الفَرْخِ مَاءً | |
تُعِيرُ الرِّيحَ مَنْكِبَها، وتَعْصي | بأحوذَ غيرِ مختلفِ النّباتِ |