قمر الغوطة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يَدبُّ في عروقي | صَحْوٌ، وفي رمادي، | أقومُ والعالَمُ حول وجهي بيتٌ، وكلّ | زَهْرةٍ قصيدهْ. | يَرْتجف التّاريخُ كالطّريدَهْ | يَنتعِشُ التّاريخُ | - أيّ نارٍ | أطفأتَ، أيّ نارٍ | أشعلتَ يا مهيارْ؟ | هبطتُ في منارةٍ | حللتُ في قِيثارْ | وكانتِ الأوتارُ مثلَ جرحِ ينزُّ، والحياةُ | سجّادةٌ في القصر، والتاريخ مثلَ خرقةٍ يَجْرفُها الفُراتُ | وكلّ ما للأرضِ والسماء من طيورٍ | فاكهةٌ تنضجُ - واختلَطْنا | وجهيَ وجهُ الشّارعِ ، الفرسانُ والحُصونْ | والزّمنُ الملفوفُ حولَ النّاس كالوشيعَهْ | والجامعُ الواقفُ كي تُسافِر الطّبيعَهْ | أو يرجعَ الأذانْ. | وقائلٌ يقولْ: | قرأتُ أفلاطونْ | عرفتُ ما يكونْ | سيّدةُ الثُصور قهرمانَهْ | يسكنُ في حانوتْ | يولَدُ، حول فخذِها، يَموتْ... | وابْتدأَ الطّوفانْ | واختلطَ المصبُّ - قاسيونْ | نَهْرٌ | وتحت بردى طريقٌ | لراهبٍ كان اسمهُ بحيرَهْ | ولِلكلام شَجَرٌ، وللخُطى حيننٌ | والله في البيوتْ | يموجُ كالبحيرَهْ. | وابتدأَ التاريخُ ، وابتدأنا - | ... - يا أيها الممثِّل المستورُ يا صوفيّنا الكيير | ها نحنُ ذاهبونْ | ويعلمُ الله متى نجيءْ | نعرفُ أنّ الليلَ سوف يبقى | نعرفُ أنّ الشمسَ سوف تبقى | لكننا نجهلُ ما يكونْ | من أمر قاسيونْ- | هذا النبيَّ الأصفرِ المضيءْ | وما يكونُ المشهدُ الأخيرْ | يا قمر الغوطةِ، يا صوفيَّنا الكبيرْ. | أصرخُ من دهليزْ | في قلعةِ الرّماد - صرتُ جرحاً | في جَسدِ القلعة، صرتُ غيماً | يعانقُ الشّرفةَ، والافريزْ، | أصخ من دهليزْ: | أحتقرُ الأرضَ التي تكونْ | لؤلؤةً في جوف بلّوره | أحلمُ بالحدود بالبلدانْ | مفتوحةً كالبحر، منذورَهْ | للحبِّ، | لونُ الحاجز العُبودَهْ | والبَرصُ الشّمسيّ، والسّكْتَةُ، والبرودَه | في جسد الإنسانْ. | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (أدونيس) .