-1- |
الكونُ مرآةُ ... |
كلُّ النهايات بداياتٌ |
إذَنْ ؟ |
كلُّ البداياتِ نهاياتُ ... |
وتلك آياتُ |
-2- |
ما قيمةُ التحرير |
إنْ كان الذي هَبَّ إلى نجدتِنا |
حرَّرنا |
و اعتقل الوطن ؟ |
............. |
............. |
ما شَرَفُ اليدِ التي |
تُبْعِدُ عن أعناقنا القيدَ |
وعن محرابِنا الوثنْ |
حين يكونُ الوطنُ الثمنْ ؟ |
-3- |
لا ماءَ في النهرِ ... |
ولا أمانْ |
في الدارِ ... |
والبستانْ |
مُكَبَّلُ الظلالِ والأغصانْ |
............. |
............. |
جريمةُ المُثْلَةِ بالأوطانْ |
ليستْ أَقَلَّ في كتابِ اللهِ |
من جريمةُ المُثْلَةِ بالإنسانْ |
****** |
-4- |
تَعَفَرَّتْ بِذُلِّها الجباهْ ... |
فطاعنٌ يبحث عن دوائهِ |
وجائعٌ يبحث عن طعامهِ |
وخائفٌ يبحث عن مأواهْ |
وعاشقٌ يبحثُ في "مستودعاتِ الذبحِ" |
عن "ليلاه" |
في الوطنِ المحكومِ بالمأساهْ |
متى تزول الـ "آهْ" |
والدمُ في مدينتي |
يمتدُّ من بستاننا |
حتى بيوتِ اللهْ ؟ |
-5- |
أَتَسْتَحقُّ هذه الحياةُ أنْ يعيشَها الإنسانْ |
مِسْخاً ... |
ذليلاً ... |
خائفاً مهانْ ؟ |
............. |
............. |
في حفرةٍ ضَيِّقَةٍ يأْنَفُها الحيوانْ |
مختبئاً كانَ ... |
وكان الموتُ والنيرانْ |
يحتطبانِ الناسَ والبستانْ |
............. |
............. |
ليس شجاعاً لِيَقُرَّ أنه جبانْ |
****** |
وراءَ كلِّ مستبدٍ : |
نخبةٌ تعملُ في صناعةِ الألقابْ ... |
وزمرةٌ من المُصَفّقين لا تتعبُ من نفاقِها |
وَثُلَّةٌ من أدعياءِ الفكرِ |
تَسْتَرْزِقُ من أقلامِها |
تُجيد فَنَّ "المدحِ والرَّدحِ" |
أو الرقصَ على وَقْعِ رنينِ التِبْرِ |
في الولائم "المدفوعةِ الحسابْ" ... |
وجحفلٌ من أشرسِ الذئابْ ... |
وفيلقٌ من الذبابِ البشريِّ |
ينشر الطنينَ في المدينةِ الخرابْ |
يُبَشِّرُ الخانعَ بالثوابْ |
ويوعِدُ الثائرَ بالعقابْ |
............. |
............. |
وراءَ كلِّ مستبدٍ ظالمٍ |
يدٌ خفيَّةٌ تُديرُ اللعبةَ اللغزَ ... |
يدٌ تقفلُ |
أو |
تفتحُ قفلَ البابْ |
(6) |
يا زمنَ الخوذةِ والدفنِ الجماعيِّ |
وقانونِ وحوش الغابْ |
متى ... |
متى يخترعون طلقةً |
تُمَيِّزُ الطفلَ عن الجنديِّ |
أو قذيفةً |
تُمَيِّزُ الحانةَ والمبغى عن المحرابْ ؟ |
و "شنطةَ" التلميذِ |
عن حقيبة الإرهابْ |
متى ... |
متى يغادر الأغرابْ |
بستاننا |
فيستعيدُ النخلُ كبرياءَهُ |
ويستعيدُ طهرَهُ الترابْ ؟ |
****** |
(7) |
طفلٌ بلا ساقينِ ... |
وطفلةٌ مشطورةٌ نصفينْ ... |
وطاعنٌ دونَ يدٍ ... |
وامرأةٌ مقطوعة النهدينْ ... |
وكوَّةٌ في قُبّةِ "الحسينْ" ... |
جميعها : |
حصادُ طلقتينِ من دبّابةٍ |
مرَّتْ بـ "كربلاءْ" |
تحيّةً ليوم "عاشوراءْ" |
****** |
(8) |
السُرفاتُ دكّتِ القبورَ |
واستباحتِ الرُفاتْ ... |
أضاقتِ الأرضُ فلم تجدْ لها مسارباً ؟ |
أم أنها |
تخافُ أنْ ينتفضَ الأمواتْ |
تضامناً مع الجماهير التي ترفض |
أنْ تُهادن الغزاةْ |
-9- |
النبضُ في أغصانِنا |
والموتُ في الجذورْ ... |
كأننا الناعورْ : |
ندورُ حول نفسنا ... |
وحولنا يدورْ |
بسوطِهِ المحتلُّ ... والقاتلُ ... والمأجورْ ! |
كأننا التنّورْ : |
نقنَعُ بالرمادِ من وجاقِنا |
وخبزنا ؟ |
بأكله المحتلُّ ... والقاتلُ ... والمأجورْ |
****** |
-10- |
ذكيةٌ قنابلُ التحريرِ |
لا تصيبُ إلا الهدفَ المرسومَ |
من قبل ابتداءِ نزهةِ القتالْ ... |
ذكيةٌ |
تُمَيِّزُ الوحلَ من الزُلالْ |
ونغمةَ القيثارِ من حشرجةِ السُعالْ |
ذكيةٌ ... ذكيةٌ |
لا تُخطيءُ الشيوخَ والنساءَ والأطفالْ |
ولا بيوتَ الطينِ ... لا أماكنَ الصلاةِ |
أو |
مشاغل العمّالْ |
****** |
-11- |
أخطرُ ما يُهَدِّدُ الأوطانْ : |
القادةُ الإماءُ |
والحاشيةُ الغلمانْ |
وفاتحو الأبواب نصفَ الليلِ |
للدخيلِ ... والمنبوذِ ... والجبانْ |
.............. |
.............. |
اخطرُ ما يُهَدِّدُ الإنسانْ |
عمامةٌ |
تكتب فَتواها على مائدةِ السلطان ! |
تُجيزُ للرعيَّةِ الجوعَ |
وللخليفةِ التُخْمَةَ ... |
أو |
تُفَسِّرُ القرآنْ |
على مزاجِ صاحبِ الخراجِ في "الديوانْ" |
-12- |
خُرافَهْ |
كلُّ الذي أدلى به الناطقُ باسم القصرِ |
عن تسابق الجموعِ في "الكرخِ" وفي "الرصافَهْ" |
للرقصِ في مأدبةِ اللئامِ |
تعبيراً عن الضيافهْ ... |
........... |
........... |
خُرافةٌ أنْ تصبحً المسافَهْ |
بينَ العراقيِّ وبين القاتل المحتلِّ |
بين الجرحِ والسكينِ "دولارٌ" من الفضّةِ |
أو كأسٌ من السلافَهْ |
خُرافةٌ |
أن يعرفَ الحريةُ العبدَ الذي |
يركع للمحتلِّ كي يدخله منتجعَ الخلافََهْ |
****** |
-13- |
كان يشدُّ الليلَ بالنهارْ |
مُنَقِباً في مدنِ الريبةِ عن ياقوتةِ الحكمةِ |
تستفزُّهُ الريحُ فيستهزيءُ بالإعصارْ |
وبالمماليكِ الذين بايعوا التتارْ |
يحملُ في فؤادِهِ اللهَ |
وفي مقلتهِ السنبلَ والأزهارْ ... |
يُبَشِّر التنّورَ بالدخانِ |
والصحراءَ بالعشبِ وبالأمطارْ ... |
والطفلَ بالدُمْيَةِ ... |
والظلمةَ بالأنوارْ ... |
لكنما "الأغرابُ" باغتوه في المحرابْ |
يقرأ في الكتابْ : |
"وفضَّلَ اللهُ المجا ..." * |
وقبل أنْ يُكملَ |
كرَّ البشرُ الذئابْ |
عليه بالرصاص والحِرابْ |
بتهمة الإرهابْ ! |
****** |
* من سورة النساء. |