خلفوا لي كآبة وهموما
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
خلفوا لي كآبة وهموما | وغراما ووحشة وغموما |
يوم بانوا ولم يقولوا وداعا | مثلما انهم قلوا تسليما |
لا كلام ولا سلام فهلا | كلموني بما يداوي الكلوما |
طال ليل من بعدهم وسهادي | ان ليل المحب كان اليما |
غاب عن مقلتي بدور كمال | فهي ترعى طول الليالي النجوما |
وجوى في الحشا تاجج حتى | خلتني في الحياة اصلي جحيما |
معدما من صبر غنيا من الشو | ق فهلا بقيت من ذا عديما |
ان تكن لي النوى افتراسا واني | فارس فاللديغ يسمى سليما |
يا فوادي واين اين فوادي | انت ايضا ممن اراه غريما |
انت سولت لي الغرام فلما | ان تجلدت ذبت منه هيوما |
ثم ان تاثر الرواة حديثا | عن طلول آثرت داء قديما |
ثم تشكو ومن شكا وهو ياتي | ما شكا منه كان فيه ظلوما |
بئس عيش تعيش فيه فلا تحيي | سعيدا ولا تموت رحيما |
ان من همت فيه ملك حتى | صار من ذكر كل عهد سؤوما |
فالام الرجا والياس روح | حين لا ينفع الدواء سقيما |
وعلام المنى وشانك باد | انك الدهر لن تذوق نعيما |
هكذا شان كل من خاض بحرا | للهوى وارتضى به ان يعوما |
يا خليلي خلياني وشاني | لا يحيك الملام بي ان تلوما |
لست ابغى لعلتي من دواء | فاكفياني الرقى لها والتميما |
ودعاني على ابتئاسي فاني | اوثر الحزن لي سميرا نديما |
خلوتي مونسي فما انا راء | لي بين الانام ندا وليما |
كل ما لذهم فذلك عندي | الم غير ذكر ابراهيما |
عبقري مهذب قد حوى في | صدره قبل ان يشب العلوما |
ولهذا يدعى فصيحا وقد جا | ء فصيحا بكل فن عليما |
كم له من متن وشرح افادا | واجادا المنثور والمنظوما |
وقواف من كل بحر اذا ما | سردت خلتهن درا نظيما |
عن ابيه وجده مستفيض | كل فضل فكان ارثا مقيما |
سادة للفخار كانوا اصولا | وقطوبا وللمعالي اروما |
علمت كل امة من اعزوا | واذلوا عربا وعجما وروما |
كلهم كان كالفصيح حكيما | حازما ماجدا حليما زعيما |
كم له من يد على تقاضت | حق شكري لها وفيا صميما |
رد عني السفيه بالنظم والنثر | فكانا لذا الرجيم رجوما |
لم يحر بعدها جوابا وقد كا | ن تصدى له عتلا زنيما |
قد كساه بهتانه ثوب خزي | اينما سار سار فيه ذميما |
مستكينا مطردا مخصوما | مستذلا مبعدا مشتوما |
وسيبقى ما دام حيا شقيا | ومن الخير عاريا مشتوما |
ثم يدعو يوم الحمام ثبورا | ثم يستانف العذاب الاليما |
انه كان للجوائب ضدا | وعلى المسلمين طرا خصيما |
كاد لي عن تغترف وعتو | ان كيد البرجيس كان عظيما |
علم الناس ابرهيم خليلا | وصديقا لي ان دعوت حميما |
هكذا من يغار للعلم يحمى | حق مستنصر ويخزى اللئيما |
هكذا كل مومن يبتغى من | فضل مولى الآلاء فوزا عميما |
ولهذا آتاه ذو العرش علما | ومقاما اعلى ورزقا كريما |
وسجايا احلى من الشهد طعما | لست معها تستذكر المطعوما |
هذه مدحتي فان كنت قصرت | فاني مدحت برا حليما |