رحلوا كما رحل الكرى عن ماقي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
رحلوا كما رحل الكرى عن ماقي | وخلا الحمى عن ساحر الاحداق |
امن العميد من العيون اصابة | وشكا البطالة والفراغ الراقي |
ولطالما مرت به اسد فلم | تتخط منه مصارع العشاق |
لم يبق فيه غير مبعث عرفهم | يغرى خلي البال بالاشواق |
فكانه اوصاف عبد اللَه ا | تثنى عليه السن الآفاق |
حبر تزين بالفضائل زينة ال | افنان بالاثمار والاوراق |
ولذا تواضع من علاء مقامه | لمديح مثلي وهو اسمى راق |
اهدى الى من اللآلئ ما خلت | عنه صنوف قلائد الاعناق |
عجبا لبحر وهو عنك محجب | ياتيك جوهره على اطباق |
هو ذلك الكنز الذي لم يعله | صدأ ولم ينفد على الانفاق |
شهم يزين مقاله بفعاله | فهما لعمرك توأما الارفاق |
وافي الخلاق من المكارم والعلى | صافي الخلاق مهذب الاخلاق |
يا حبذا الحدباء كم قد اطلعت | من بدر مجد باهر الاشراق |
ولكم حوت في حيها وربوعها | من بحر علم زاخر دفاق |
وعلى فيضي منهم فياضة | آلاؤه فجزت عن الاغداق |
فهو المجلى ان تسابقت النهى | في الفضل والآداب يوم سباق |
تلك المحامد عن ابيه وجده | موروثة طبعا بالاستحقاق |
وردت مجلته فقام وجودها | عندي مقام صحيفة الميثاق |
فهي الغنى لي والغناء وانها | اشهى من الصهباء والترياق |
نزهت طرفي في محاسنها التي | قد آنقته ايما ايناق |
فطربت من انشائها وعجبت من | ايشائها لبيان عبد الباقي |
هذي اليد البيضاء قيد جوارحي | بالشكر ما احبى على الاطلاق |
فيقل في لجى بحر غنائها | لي منشآت المدح بالاغراق |
ليس الذي يولي الجميل مصادقا | مثل الذي يوليه ضمن نفاق |
والبر ممن لا تراه اجل من | بر الذي ترميه بالحملاق |
ذي عادة الكرماء ان يغنوا وهم | مغنون عن سعي ووخد نياق |
يا سيدا قد عمنى احسانه | واختصني بثنائه الرواق |
فملكت قلبي كله وشغلته | عن ان يرجى من سواك تلاقي |
من الف ميل جاء صوتك داعيا | اياء وهو على جواب وفاق |
واليك مصداقا على ما قلته | هذي السطور فقدك من مصداق |