عوجوا على ربع الربوع الاسنع
مدة
قراءة القصيدة :
7 دقائق
.
عوجوا على ربع الربوع الاسنع | وتعجبوا من حسن صنع الاصبع |
سبحان من سوى البنانة آية | كبرى على اتقان خلق المبدع |
دقت ولكن جل ما جادت به | مما يعيد القفر اعمر مربع |
قصرت ولكن لم يعادل طولها | شي لمدرك طائل او مطمع |
ان الانامل للمشاعر عترة | ونظيرها عدا وطول تمتع |
عوجوا على دار تذيع الحمد عن | سلطاننا الاسمى الاعز الارفع |
عبد العزيز من استعز بعزه | من كان في ذل وشان اوضع |
فهو الذي سن المآثر والعلى | من بعد ما خفيت باوضح مهيع |
وهو الذي احيا البلاد بحزمه | فالحزم يحفظ شمل كل مضيع |
ما زال مذ ضبط الممالك امره | كلفا بغبطتها بقلب اصمع |
وبان تجل على البسيطة بسطة | اجلال رفعته على المترفع |
ما حاد عن نهج العدالة آمرا | او ناهيا وبغيره لم يولع |
وسعت بديهته الامور فضاق عن | اطرائه مدح الخطيب المصقع |
لو كان في الافلاك مثل جماله | ما غمها غيم فلم يتقشع |
لو كان للاملاك مثل خلاله | لم يبق بين الخلق من متضعضع |
من كان يروى عن كريم فعاله | فهو الملقب عندنا بالاصمعي |
طرب الملوك على سماع ثنائه | وهو الذي للصم اندى مسمع |
لم يشد شادينا بمثل مديحه | سيان سجع فيه ام لم يسجع |
لم تنطق الاعداء يوما باسمه | الا ووافوه بقلب طيع |
ولربما اوزعت امرا لم تكن | يوما له بالطالب المستوزع |
ذلت لعزته العصاة لانه | مهما يرم فالعز خير موقع |
بهرت محاسن ذاته وصفاته | خلقا غريريا بغير تصنع |
لا عيب فيه غير ان عطاءه | بغت فيذهب لذة المتوقع |
واليوم انشأ معرضا تبدو به | همم الرجال وما بهم من صنع |
فيه الغرائب والبدائع جمة | تقصى الهموم عن الفؤاد الموجع |
من كل ما راق النواظر حسنه | وسناه بين مجنس ومنوع |
ومنشر ومنضد ومرصف | ومرصص ومرصن ومرصع |
ويزيده رمضان من بركاته | فنعا ومنفعة يعيها من يعى |
واعز شيء قد حوى اسم خليفة | برقاده لعباده متبرع |
سهر الليالي هاجدا متفكرا | حتى تقربها عيون الهجع |
يضحى وعمران الممالك همه | ويبيت وهو مجانب للمضجع |
ان يغف ظل فواده مستيقظا | لجلاء مكرمة وامن مروع |
فالناس طرا في ظلال امانه | متمتعون بكل خير امتع |
من كان في المرآة يبصر وجهه | فبذا المكان يرى ذكاء الالمعي |
ويرى سنا نور الخلافة مشرقا | متلألئا شرفا بابهى مطلع |
فليغتنم انس التعارف وفده | فالدهر بين مفرق ومجمع |
ولينتظم شمل التآلف عنده | فالسفر بين مسلم ومودع |
هذا الذي فيه تنافس ذو الحجى | واليه يهطع كل طرف مهطع |
يا مسلمون تذكروا ان كنتم | في العلم والتمصير اغزر منبع |
ايام سطوتكم يذل لعزها | كل الملوك وكل ذي متمنع |
اذ كنتم تخزونهم بسيوفكم | طورا وطورا بالرماح الشرع |
منكم قد اقتبس الفرنج علومهم | اذ كان حبرهم اخا المتسكع |
كانوا متى ذكرت معاليكم لهم | يتصعصعون لها واي تصعصع |
وينكسون رؤوسهم خجلا وقد | فاضت عيونهم بسيل الادمع |
كم قد بنيتم من مفاخر عرفها | كالمسك فاح بنشره المتضوع |
ولكم ملكتم من بلاد امرعت | بكم وكانت كالخراب البلقع |
ولكم ضبطتم من كنوز وزعت | في البر والاحسان كل موزع |
والله ايدكم بنص كتابه | وصدوركم للعلم كالمستودع |
فتنجزوا نفع الصنائع انها | للملك والعمران اعظم مصنع |
واستثمروا الارض التي اورثتم | فتكون انضر مرتعى او مرتع |
ان الذي يحيى البري يحيى الورى | ويحل عند الله اكرم مرجع |
او في الانام يدا امدهم يدا | لاغاثة الملهوف والمتضرع |
لا يسبقنكم الى الفضل امرؤ | من فضلكم قد عاش عيش الامع |
كنتم حذام القول احقابا له | والى وجوه الخير ارشد مدسع |
وادعوا لمولانا المعظم بالبقا | في كل حين مخلصين وموضع |
فهو الذي منه صلاح امورنا | ولدى مقام الهول آمن مفزع |
فليندع الاقصى الى مرضاته | اما دعاه بنية المتطوع |
ورضاه ان توفوا المعالي حقها | وتنزهوا تنزيهه عن خيذع |
فاقفوا محامده وان بهرتكم | وتنافسوا فيها بجهد الموسع |
ما لذ مثل الاشتغال بذكرها | شيء لطالب بغية مستبدع |
كلا ولا شي سوى اعظامها | اغلى الورى فيه براي مجمع |
لو كان كل الناس حسابا لما | احصوا لها مجموع ربع الاربع |
قل للغوى المستعز بغيره | ضيعت سعيك في الضلال فاقلع |
هذا امير المؤمنين مطيعه | ناج وعاصيه وخيم المصرع |
ان كنت لم تبصر علاه فكل ذي | عمه الى الانوار لم يتطلع |
كم ذللت آباؤه من امة | كانت تعز بادرع وباذرع |
حسب قديم معرق باق على | طول الزمان بعزه المتمنع |
من اين للاملاك مثل رجاله | من كل شهم اريحي اروع |
غمر الرداء مهذب متخمط | كلفا باحياء الحقوق سميدعي |
فليخسأ العازي اليهم منكرا | وكذا جزاء السامع المتسمع |
من كان مغتابا لهم فهو الذي | لم يبق فيه للهدى من منزع |
وهو الذي يضحى على سلطانه | وامامه والدين شر مشنع |
فليتق الله الظلوم لنفسه | وليذكر في الحشر هول الموقع |
ليس الذي يعصيه يعصي عاهلا | بل ربه فالزم نجاتك اودع |
هذا الفخار لملة الاسلام في | حلق العداة شجا ونار الاضلع |
جنب سماعي غير ذكر مديحهم | ان كنت من حزب التقى المتورع |
فالاذن تأنف من مديح مبخل | متلون في خلقه كالخولع |
ان الثناء على الكريم بشارة | بحياته وعلى اللئيم هي النعى |
يا ويح حاسدهم وفي احشائه | نار تلظى وهي فيها ترتعي |
اني ارق له لشقوته بهم | لكنني اوليه اغلظ موزع |
واذيقه من حز هذا القول ما | ينفي حزازة قلبه المتقطع |
فلربما مصح السقام بمثله | حتى يؤول الى الشفاء الانصع |
ويلي على الحساد ما اشقاهم | واضلهم عن نهج رشد المنصع |
لو انهم برضاء خالقهم رضوا | لكفوا عناء نفوسهم والردع |
لكن ابوا الا الفراشة قدوة | لهم فآبوا بالخسار الاشنع |
ابدا تراهم حائمين على الردى | وعلى اختلاف الترهات الافظع |
ماذا اجادهم تقولهم على | انساب مجد ليس بينهم دعى |
ماذا افادهم نباحهم على | اقمار تم بالفضائل طلع |
لكنما من صم عن انذاره | مهما تبلغ سمعه لم يسمع |
من لم تحك فيه النصيحة لم يحك | فيه الملام وما العتاب بانجع |
من كان يختار الضلال على الهدى | فذكا بيانك عنده لم يسطع |
من ظن ان الريح تتبع نفخه | فرداه ان يبحر بريح زعزع |
من ظن ان صداه من انصاره | فمتى دعاه لنصره لم يندع |
من يفترش عند التقيل ظله | متبردا احماه حر المضجع |
من يتق الرمى المصيب بكفه | عند التناضل ساء من مستدفع |
من كان معتمدا على افجاسه | فالحق يفضحه كما هو يدعى |
من ضاع عند الله قط ثوابه | لم تخلف الدنيا عليه بانفع |
من صده الطاغوت عن اقراره | بالحق كلفه بضرب موجع |
هذا بلاغ للغوى يسومه | في العرض خسفا ان يكن لم يرجع |
يا مؤمنون استبشروا بمناكم | في ظل مولانا التقى الاورع |
فادعوا له كي ترتضي اعمالكم | تاريخهن احيوا بعرض اصنع |