(ردهة في القصر، تيمور وحوله حراس مسلحون) |
-1- |
تيمور (بغضب): |
هاتوهُ هاتُوا حمم البركان، هاتوا نَهمَ الضّباعِ |
لُفّوهُ بالجرذان والأفاعي |
هاتوهُ واسْحقوهُ... |
(تنصب خشبة تغطيها أمشاط الحديد. يُمدد عليها مهيار، يجلد حتى |
يتقطع لحمه. يسمّر رأسُه بمسامير حُميت في النار. يؤخذ إلى السجن. يبطح على |
وجهه. توضع أسطوانة من الحجر على ظهره. تقيد بالحديد يداه ورجلاه). |
-2- |
(تيمور، مهيار، حراس مسلحون) |
تيمور: ألم تكن في السجن؟ كيف جئتَ؟ |
انْسللتَ من شقوقِه؟ هدمتَه؟ أخرجك السّجّانْ؟ |
مهيار: أخرجني سُلطانْ |
كالشّمس لا يموتُ، |
كالإنسانْ |
(يُمدد بين خشبتين. يقطع رأسه. يقطع جسده إلى أجزاء صغيرة تُرمى في جبّ |
للأسود. الأسود لا تأكلها، بل تنحني وتبتعد عنها). |
-3- |
(جمهور، مهيار، تيمور، الساحر) |
أصوات: شبيهُه. كأنه مهيارْ |
يعودُ، كيف عادْ |
يا سيّدَ الأسرارْ |
يا ساحرَ البلادِ كيف عاد؟ |
تيمور: شبيهُه؟ مهيارْ... |
أموتُ، كلُّ خَلجةٍ طاعونْ |
أموت... كلّ عُضْوٍ يفرّ من ثيابي، |
يدورُ كالمجنونْ |
مهيارُ؟ عادَ، أين... أين ساحرُ البلادْ |
ماذا تَرى؟ رأيت؟ كيف؟ |
الساحر: ... ثوراً |
أُريد ثوراً أسودَ الجبين والقَرنين، |
تحت فكّهِ السّفليّ شامتانِ، |
لكي أرى الآتي كما يراني... |
تيمور: أخْرِجْهُ من قميصهِ... |
الساحر: أمسخُهُ! |
تيمور: جرادةً، أو نملةً عرجاءً، أو حِرباءْ... |
الساحر: مُرْ لي بكأسِ ماءْ... |
(يجيء الثور. ينفث في إحدى أذنيه فتصير اثنتين. ينفث في الثانية فيصير الثور |
ثورين. يأخذ بذاراً يبذره ويحرثه. نبت الزرع وأينع وحُصد. ذُرّي وطحن وعجن وخبز |
وأكل في ساعة واحدة. أخذ كأس الماء ونفث فيها. أعطاها إلى مهيار وأمره أن يشربها. |
يشربها مهيار كلها). |
الساحر (إلى مهيار): |
ماذا تُحسّ الآن؟ |
مهيار: كلّ جزءٍ |
في جسدي ينبوعْ |
(يبتسم. صمت.) |
واشتدّت الحياةُ في عروقي... |
الساحر (إلى تيمور بيأس): |
كأنّه من طينةٍ |
مجهولة الفُروع والأصولِ - أنتَ نارٌ |
في الأرض، وهو نارٌ في الأرض والسماءِ، |
وهو النّفَسُ المزروعْ |
في رئه الحياةِ... |
تيمور (بغضب الوحش): |
إن سيفي |
أحدُّ |
إن فتكي |
أشدّ... لن ينهضَ بعد الآنْ - |
أنا هو الجحيمُ والديّان. |
(يصنع من النحاس تمثالاً مجوفاً بشكل ثور يحشوه نفطاً ورصاصاً وكبريتاً وزرنيخاً. |
يدخل مهيار في جوفه. يشعل فيه النار. يلتهب وينصهر ويتحول كل شيء إلى رماد. |
تهب ريح تملأ الفضاء سحاباً أسود ورعوداً وصواعق وأعاصير. يسودّ ما بين السماء |
والأرض، ويمكث الناس أياماً حائرين لا يميزون بين الليل والنهار. يتحرك الرماد |
ويخرج منه مهيار). |
الرواي: وقيل صارت تُمطر السماءْ |
ناراً على المدينةِ. اسْتُذِلّتْ |
فانْسحقت واحترقَتْ، |
وبقيتْ زماناً |
يخرج من أنقاضِها دخانٌ |
يشمّه الناسُ فيسقطونْ |
موتى، |
ومهيارُ دمٌ وماءْ |
والأرضُ مثل وجههِ، |
تبدأُ ، مثلَ صوتِه... |
والناسُ يُولدونْ... |