بنيَ العُلى والنَّدى مالِي صَفَتْ وضَفَتْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
بنيَ العُلى والنَّدى مالِي صَفَتْ وضَفَتْ | عنْدِي لكُمْ طُرَفُ الأشعارِ والمُلَحُ |
إنِّي لربُّ القوافِي فِي زمانِكُمُ | وقدْ سألْتُ اقْتِراحَ القومِ فاقْتَرِحُوا |
معْنى ً بَلِيغاً وألفاظاً يَرُقْنَ وأغْـ | ـراضاً يَفُقْنَ وبحْراً ليسَ يُنْتَزَحُ |
وما يَكادُ يُدِيرُ الفِكْرُ أكْؤُسَهُ | إلا بحيثُ يدورُ اللهوُ والقدَحُ |
ألا تَرونَ وُجوهَ العَيْشِ مُقْبلَة ً | تُزْهى وصدْرَ الأمانِي وهْوَ مُنشَرِحُ |
واليومَ يومٌ يُرِينا الشمْسَ ضاحِكًة | طَوْراً ودَمْعَ الغَوادِي وهْوَ مُنْسِفحُ |
والنايُ كالنأْيِ في قلْبِ المُحِبِّ وللـ | ـأوْتارِ فِي كُلِّ سَمْعٍ ألسُنٌ فِصحُ |
ومسُمعينَ إذا مرتْ لهمْ نغمٌ | كادَتْ لهُنَّ قُلوبُ القَوْمِ تَنْجَرِحُ |
لا تَعْذِرَنَّ بَنِي اللَّذاتِ إنْ نَزَعُوا | عنْها فأفْسَدُ ما كانُوا إذا صَلُحوا |
وفي ذُرى المجدِ مِنْ تاجِ المُلُوكِ فتى ً | بالعِزِّ مُغْتَبِقٌ بالسّعْدِ مُصْطَبِحُ |
اليومَ حَصَّن مدْحِي بعدَ بِذْلَتهِ | مَلكٌ بهِ تفخَرُ الأيامُ والمِدَحُ |
ملكٌ إذا انهلَّ في بأْسٍ وفيضِ ندى ً | فاللَّيثُ مُهْتَصِرٌ والغَيْثُ مُفْتَضِحُ |
بدرٌ لو انَّ البدْرِ الأفقِ بَهْجَتَهُ | أضحى بِه اللَّيلُ مِثلَ الصُّبحِ يَتَّضِحُ |
حارَ الثَّناءُ فما يدْرِي أغايَتُهُ | أعراقُهُ البِيضُ أمْ أخلاقُهُ السُّجُحُ |
لَوْ لَمْ تكُنْ أوحَدَ الأقوامِ كلِّهِمِ | لقلْتُ إنَّ المعالِي والنَّدى مِنَحُ |
أمّا الزَّمانُ فقدْ أضحى بدَوْلَتِهِ | نَضْراً حكى الرَّوْضَ، والطُّلابُ قد نَجحُوا |
والعَيْشُ مُتَّسِعٌ والأمْنُ مُقْتَبَلٌ | واللَّهْوُ مُسْتخلَصٌ والهمُّ مُطَّرَحُ |