أبا الفضْلِ كيفَ تناسيتنِي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أبا الفضْلِ كيفَ تناسيتنِي | وما كنتَ تعدِلُ نهجَ الرَّشادِ |
فأوردْتَ قوماً رِواءَ الصُّدورِ | وحلأْتَ مِثلِي وإنِّي لصادِ |
لقدْ أيأَسْتنِيَ مِنْ وُدِّكَ الـ | ـحقيقة ُ إنْ كانَ ذا باعتمادِ |
منحتُكَ قلبي وعاندْتُ فيـ | ـكَ مَنْ لا يَهُونَ عليهِ عِنادِي |
أظلُّ نهارِيَ والحاسِدُوكَ | كأَنِّي وإيّاهُمُ في جهادِ |
ويُجْدِبُ ظَنِّيَ فيمَنْ أَودُّ | وظَنِّي فِيكَ خَصِيبْ المَرادِ |
إلى أنْ رأَيْتُ جَفاءً يدُ | لُّ أنَّ اعتِقادَكَ غيرُ اعتِقادِي |
فيا ليتَنِي لمْ أكُنْ قبلها | شَغَفْتُ بحُبِّكَ يوماً فُؤادِي |
فإنَّ القَطيعَة َ أشهى | إذا أنا لمْ أنتفِعْ بالوِدادِ |
بلوْتُ الأنامَ فَما إنْ رأيتُ | خَليلاً يَصِحُّ معَ الانتِقادِ |
ولوْلا شماتَة ُ مَنْ لامَنِي | على بَثِّ شُكرِكَ في كلِّ نادِ |
وقولُهُمُ وَدَّ غيْرَ الودودِ | فَجُوزِي عَلى قُرْبهِ بالبِعادِ |
لما كُنتُ مِنْ بَعدِ نَيلِ الصَّفاءِ | لأرْغَبَ في النّائِلِ المُسْتفادِ |
وَما بِيَ أنْ يردعَ الشَّامِتينَ | وِصالُكَ بِرِّي وحُسنَ افتِقادي |
ولكنُ لِكيْ يَعلَمُوا أنَّنِي | شكرْتُ حقيقاً بشُكْرِ الأيادِي |
ولمْ أمْنَحِ الحمْدَ إلاّ امرأً | أحقَّ بهِ مِنْ جميع العِبادِ |
وما كُنتُ لوْ لم أعْمُ في نَداكَ | لأُثْنِي علَى الرَّوْضِ قبْلَ ارْتِيادِي |
وأنَّكَ أهلٌ لأنَّ تَقْتَني | ثنائيَ قبلَ اقتناءِ العتادِ |
فَلا يُحفِظَنَّكَ أنِّي عتبتُ | فَتمْنَعَنِي مِنْ بُلوغِ المُرادِ |
فإنَّ البلادَ إذا أجدَبَتْ | فَما تَستَغِيثُ بغيرِ العِهادِ |
إذَا ما تجافى الكِرامُ الشِّدا | دُ عَنّا فَمَنْ لِلْخُطوبِ الشِّدادِ |