الأبدية لحظة حنين
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
هل لمحتني وأنا أتدلى من شجرة الميلاد في ركن غرفتك، | مصباحاً صغيراً بنفسجياً يومض كعينين اشتعلتا بضوء المحبة؟ | هات جرحك واتبعني، فأنت أقرب إليّ من أنفاسي. أحببتك | دائماً، منذ طفولتي، حين نظرت إلى مرآتي فشاهدت فيها | وجهك. | تلصق المحارة قلبك بأذنها، وتنصت إلى تنهد الأبدية وتقرأ | في كتاب عينيك حكايات البحر للجزر النائية المرجانية... | أحببتك أينما كنت، وكرهت كل من رمى بأفاعيه على شجرة | ميلادك الملونة وبالونات الأطفال والضحكات... فازرع شجرة | الميلاد في قلبي، ثمة سنوات ضوئية من المحبة أريد أن أغمر بها | أفراحك وأطفالك... بالرغم من أنف فزّاعي الطيور... ولتكن | نارهم برداً وسلاماً على أجنحتك... لن ندع الجرذان توقعنا في | مصيدتها معاً... | وسأظل أحبك بكل جسدي الممدود من المحيط النائم إلى | الخليج الأكثر نوماً... ولن أدع أحداً يزرع أصبع ديناميت في | أحشاء دمى أطفالك... ولن... ولن... وستظلّ أقرب إليّ | من نصل سكين يخترق قلبي. وسنظل نتبادل الحنان والمودة | كعناق الشجرة والضوء. | لك أهمس من بعيد: ميلاد مجيد! | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (غادة السمان) .