لم يَبقَ للحزنِ لي صبرٌ وَلاَ جَلَدُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لم يَبقَ للحزنِ لي صبرٌ وَلاَ جَلَدُ | وَلاَ دموعٌ تَفي لي حقَّ مَن فقدُوا |
وَضاقَ صَدرِي ممَّا قد تَرَاكم من | حزني ولم يبقَ لي للإحتمَال يدُ |
بينا يُضمَّدُ لي جرحٌ لفقد أخٍ | يجدّدُ البينُ جرحاً ليسَ ينضَمدُ |
أَخنى الزمانُ علَينا مثل عادتهِ | واغتال مَن هو ركنُ البيت والسَنَدُ |
مَضَى الشقيقُ فشقَّ القلب مصرَعُهُ | وخلَّف النار في الأحشآءِ تتَّقدُ |
فارقتَني يا شقيقَ الروح مُبتعِداً | فما حَياتي وعني أَنتَ مُبتعدُ |
يا قائلَ القول ما زلَّت بهِ كلمٌ | وصاحبَ الرأي حقَّا ليس يُنتَقدُ |
تسيرُ في إِثرهِ الأَفهامُ قاصدةً | موَاقعَ الحقّ حيث الصدقُ والرشَدُ |
مُنشي الفُصُول التي ما خطَّها قَلَمٌ | ربُّ البَيانِ الذي لم يحوِهِ أَحدُ |
قولٌ يسدّدهُ علمٌ يؤَيّدهُ | حكمٌ على رأيهِ الآرآءُ تعتمِدُ |
وكوكبُ الشرق ما تخبو لهُ لمعٌ | وإن خَبت فالضيا في إثرها مَدَدُ |
بما نَشرتَ لسان العربِ مُعتصمٌ | وَمَا نَظَمتَ لسان العرب مُعتَضد |
أَعطَى بنوهُ يراعاً منكَ امرَهُم | فأيَّما نُجعَةً أَورَدتهُم ورَدُوا |
فضلٌ سَيبقَى بقآءَ الدهر مُتَّصلاً | عليكَ لا يَنقَضي أو يَنقَضي الابَدُ |
أَضحَى بهِ لا ينالُ الموتُ رفعَتهُ | حيَّا أكادُ أَراهُ حيثُ أَفتَقدُ |
لئن تكُن كِمدَت منهُ محَاسنُهُ | فليس يغشى سَنَا أَقوَالهِ كَمدُ |
والليلُ لم يخفِ وجه الشمس لامعةٌ | فالشمسُ في كلّ نجمٍ في العُلَى تَقِدُ |
يا صخرُ بنتُ الشريد اليوم مُنتَشرٌ | لها عليكَ قَوَافٍ في الورَى شُرُدُ |
هَيهاتِ ما فَقَدت صُخري وَلا نَظَمت | دَمعي ولاَ وَجَدَت خنسآءُ ما أَجِدُ |
بَكَت وحيداً وأبكي ستةً ذَهبوا | لكلّ مَحمَدةٍ بينَ الوَرَى وُلِدُوا |
يا رحمةَ الله حلّي في مضَاجِعهم | ويَا غمائم جُودي حيثُما رَقَدوا |