أَلا هكذا تستهلُّ البُدُورُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أَلا هكذا تستهلُّ البُدُورُ | مَحَلٌّ علِيٌّ ووجهُ مُنيرُ |
وجَدٌّ سعيدٌ ومجدٌ مَشيدٌ | وعِزٌّ جَديدٌ وعَيْشٌ نَضِيرُ |
ويَوْمٌ يَصِحُّ الرَّجاءُ العَلِيلُ | بهِ ويطُولُ الثناءُ القصيرُ |
دعا شرفَ الدولة ِ المجدُ فيهِ | فَلَبّاهُ مِنْبَرُهُ والسّرِيرُ |
مرامٌ بكلِّ فلاحِ حقيقٌ | وسَعْيٌ بكلِّ نجاحٍ جديرُ |
عَلى الطَّالِعِ السَّعْدِ يابْنَ المُلُو | كِ هذا الرُّكُوبُ وهذا الظُّهوُرُ |
طلعْتَ تُجلِّي الدُّجى والخُطُوبَ | بِوَجْهٍ عَلَيْهُ بَهاءٌ ونُورُ |
تكفَّلَ ريَّ اللحاظِ العِطا | شِ ماءٌ مِنَ الحُسْنِ فيهِ نَمِيرُ |
يَتِيهُ بِكَ المُلْكُ وَهْوَ الوَقُورُ | وَيَشْجَى بِكَ الدَّهْرُ وَهْوَ الصَّبُورُ |
ظُهورٌ ظهيرٌ على المطلَباتِ | فَكُلُّ عَسِيرٍ لَدَيْها يَسِيرُ |
صَباحٌ صَبِيحٌ بأمثالهِ | تقرُّ العيُونُ وتَشْفى الصدورُ |
شَرِبنا بهِ العزَّ صِرْفاً فمالَ | بِنا طَرَباً واتَّقَتْنا الخُمُورُ |
ومَا لَذَّة ُ السُّكْرِ إلاّ بِحَيْثُ | تُغَنّى المُنَى ويَدُور السُّرُورُ |
فيا شرفَ الدولة ِ المُسْتجارُ | لكَ اللهُ مِنْ كُلِّ عينٍ مُجِيرُ |
لمثلكَ حقا وإنْ قلَّ عنكَ | يُرَشَّحُ هذا المَحَلُّ الخَطيرُ |
فإنَّ النجومَ حرى ً بالسماءِ | وأحرى بها القمرُ المستنيرُ |
لَقَدْ هُزَّ لِلطَّعْنِ رُمْحٌ سَدِيدٌ | وجُرِّدَ للضَّرْبِ نصْلٌ طريرُ |
وسُوِّمَ للسبقِ يومَ الرِّهانِ | جوادٌ بطُولِ المدى لا يخُورُ |
فتى ً سادَ في مهدِهِ العالمينَ | وشادَ العُلى وهوَ طفلٌ صغِيرُ |
غَنِيٌّ مِنَ المَجْدِ وَالْمَكْرُماتِ | وَلَكِنَّهُ مِنْ نَظِيرٍ فَقِيرُ |
فَلا زَالَ ذَا السَعْدُ مُسْتَوْطِناً | مَحَلَّكَ ما حَلَّ قَلْباً ضَمِيرُ |
ولا برحَ المُلْكُ يا فَخْرَهُ | وَمَجْدُكَ قُطْبٌ عَلَيْهِ يَدُورُ |
وأعطِيتَ في شَرَفِ الدولة ِ الـ | ـبَقاءَ الذي تتمنّى الدُّهورُ |
ولا زالَ حمدِيَ وقْفاً عليكَ | إليكَ رواحِي بهِ والبُكُورُ |
ثناءٌ كما هبَ غِبَّ الحَيا | بِنَشْرِ الرِّياضِ نَسِيمٌ عَطِيرُ |
مُقيمٌ لديكَ ولكنَّهُ | بِمَدْحِكَ فِي كُلِّ فَجٍّ يَسِيرُ |