أهذا سيعطيك دولة ؟!
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أَعِدْ ليَ آخرَ جُملةْ . | وقل ما تحاول قولهْ . | بصوتٍ قويٍ ، | فقد قامَتِ الطائراتُ بجولةْ . | ودوَّى انفجارٌ عنيفٌ | فهز المخيم كلَّهْ . | وسمْعي خفيفٌ وقد زادَ ، | ذلك في الطين بِلَّة . | كأني سمعتُك قد قُلتَ شيئاً ، | فهل قلتَ : " دولة " ؟ | أمَ انِّي تخيلتُ هذا | فقط ولأول وهلة . ؟ | ومن سوف يعطيك دولةْ ؟ | *** | أتُعطَى البلادُ ، أتُهدى | كباقة وردٍ .. كفُلَّةْ . ؟ | أتُطبع فوق جبينٍ ، | كما يطبع المرء قُبْله ؟ | أتُشحَذُ مثل رغيفٍ ، | وحبةِ تمرٍ ، وفِجلةْ .؟ | وإن كان هذا صحيحاً ، | أيستغرق الأمر ليلة ؟! | لماذا إذن قد أضعنا | على أخذها العمر كله ؟! | بذلنا الذي قد بذلنا ، | وعشنا حياةً مُذِلَّة . | ونحن نفتش عنها ، | هباءً .. ولم نك قِلة . | ألم نَدر أن الوسيلَةَ | كانت لذلك سهلة ؟! | إذنْ فهنالكَ " إنَّ " ، | و " كيفَ " و " هلْ " و " لعلَّهْ " . | فدولتهم دون قدسٍ ، | كما أنها دون قِبلة | وليست كما صَوَّروها | لنا .. دولةً مستقلِّة . ! | *** | بل اسمٌ له ألف شكلٍ ، | نحار لنعرف شكله ؟ | كحفل زفاف ولكن ، | بدون عريسٍ وطبلةْْ. | كزهر بدون رحيقٍ ، | يفتش عن طيف نحلة . | كعين بلا بؤبؤ أو | رموشٍ ومن غير مُقلة . | تُرى هل عدوُّك أضحى | بحبك أنت مُولَّهْ ؟ | أصرتَ له مثل الابن الصغير | الحبيب المُدله ؟ | فجاء لأجل سواد عيونك | يعطيك دولة ؟ | لماذا تُصدِّق ما لا | يُصَدَّقُ ، هل أنت أبله ؟ | *** | أيرحل من قال إنَّ | محلَّك صار محله ؟ | ومَن أهلَك الحرثَ والنسل ، ظُلماً | ولم يُبق نخلة ؟ | وذبَّح بالأمس واليومَ | عشرين طفلاً وطفلة ؟ | ودكَّ المخيّمَ بالطائراتِ | وشرد أهله ؟ | أهذا سيعطيك دولة ؟ | لماذا تجرّب كلَّ المُجرَّبِ ؟ | من دون علة ؟ | ألم تكفِ عشرُ سنين ، | لتعطيك أقوى الأدلة ؟ | بأن اليهوديَّ ليست | له في الحقيقة مِلَّة . | يماطلُ في كل شيءٍ ، | ليكسب وقتاً ومهلةْ . | لينقض يوماً علينا | وإذْ نحن عنه بغفلة . | أما آن أن نستفيقَ | إليه ونكسر رجله .؟ | ألم تر أن سلاح الشهادة | " طيَّر عقله " ؟! | سنأتيه من كل وادٍ ، | ومن كل سهل وتلة . | وننتزع الأرض منه | وفيها نشتت شمله . | ونجعله وهو يمشي ، | يظَل يخاطب ظِلَّه . | ونَتبَعه حيث يمضي | ونقتله شر قتلة . | ومن دمنا وهو نورٌ ، | ونار تضيء وشعلة . | لأروعِ شعبٍ على الأرضِ ، | نصنع أروع دولة .! | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (خميس) .