لبنان
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لبنان شأْنك أَن تبالي ، | جنحت خُطاك إلى الضلالِ : | ما لي أَراكَ تكاد ، بعد اليوم ، | تغرق في الرمال | وعلى جبينك ما يعيب المرءَ | من ذلِّ السؤال | لا الأَرض أَرضك ، ما تشاء ، | ولا الأَساطير الخوالي . | .. | جحدتْ بك الأَبناءُ لا | أَيدٍ تُمَدُّ ولا مبالي | فكأَنما خلع الظلام | عليك أردية الوبال | ولأَنت ، قبل اليوم ، مسرى | النُّور في درب الليالي | يأْوي إليك الخيرُ في | الدنيا ، وتحضنك المعالي . | ولطالما لجأَ الخلود | إليك يطمع بالوصال | فتجود ، إِمّا ضنّ غيرك ، | بالفريد من النَّوال : | فاذا البحار مراكبٌ | تجري وتهزأُ بالمحال | تبني الشطوط مدائناً | للفكر ، بعدُ ، وللجلال | وتعلِّم الإِغريق والدنيا | أَساليب المقال. | ولدى الزمان مآثرٌ | لولاك لم تخطر ببال | فبدأَت من طاليسَ عهد | الكون بالفكر الحلال | ومشى الإله على ترابك | ناصريّاً في التجالي : | وعدُ الخليقة بالفداءِ ، | وبالخلاص ، وبالتَّعالي . | .. | لبنانُ ، يا بلدي الحبيب | إِذا عبدتك لا أُغالي | أَملُ العروبة في يديك | وِإن تجاهلتِ الموالي. | أَتُرى يُعاد الأَمس يومَ | وقفتَ في وجه الأَوالي | تحمي بقايا النُور في الشرق | الجريح من الزوال | وتظلُّ للأَحرار موئلهم | على مرِّ الليالي: | تبني حدودك حيثما | يقع الصباح على جمال. | .. | لبنانُ ، روحي عنك ، يا | وطناً تفرّد بالمُحال | فلأَنت أَول يعربيّ | الوجه غربيّ الخصال | جمعت يداك رؤىً تموت | وواقعاً حيَّ الفعال. | نفديك يا وطني ، ونحمي | جانبَيك بالابتهال | ونحبُّ من يرتدّ ، في | جهلٍ ، عليك ومن يوالي : | فنواكب النُّعمى ، ونهدي | الشاردين إلى المآل. | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (يوسف الخال) .