مصابيح لشجرة الميلاد
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
هل لمحتَ أصابعي التي امتدت عبر قارتين، | لتعلِّق لك مصباحاً إضافياً ملوناً على شجرة الميلاد؟ | لولا المحبة، لكان عمرنا جسداً محشواً بالخرق والظلام، | لولا المحبة، لكان أصل الإنسان ذبابة. | إذا فتحت كتاب البحر يا صديقي، | وقلّبت صفحاته موجة زرقاء إثر أخرى، | ستجدني كتبت لك عليها كلها بمراكب الأطفال الورقية: | ميلاد مجيد أيها القريب البعيد... | وإذا فتحت كتاب الزلازل، | سترى الأزمنة والمدن تنهار فوق رأسينا، | المهم أن تبقى يدي في يدك ليلة ميلاد سيد المحبة. | طفلان تائهان في ميتم العصر ومذابحه نحن، | عبثاً يلملمان الود عن غبار يتطاير في نسيج النسيان. | هل ابتسمتَ ليلة الميلاد، | ليشعر الضوء أنه في وطنه؟ | ولتكتشف الوردة أنها امبراطورية سرّية؟ | وليعود التنهد إلى مسقط رأسه في الدمعة؟ | ولتتهامس النجوم على حضورك وتقول: | هذا هو القمر، فمَنْ المحتال الذي احتل مكانه في الأفلاك | منذ عصور؟ | هل ابتسمتَ ليلة الميلاد، | أم إن الشمس صادقت شجرة الصنوبر من تلقاء نفسها؟ | هل ابتسمتَ ليلة الميلاد، | فاكتشفت الشغاه كيف تصير أثيراً؟ | وهل وشى بي الثلج وقال لكَ إنني ما زلتُ أحبكَ ؟ | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (غادة السمان) .