وخضراء بالأمس كم قد رَنَت
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وخضراء بالأمس كم قد رَنَت | إِليها عيونٌ ومالت قلوب |
تصفّقُ للشّمسِ عند الهبوب | وترقصُ للريح عند الهبوب |
إذا الطيرُ غنّت على غصنهَا | تميلُ إِلَيها كصَبٍّ طرُوب |
قضَت عمرَها في حمى أمّها | ترُوحُ وتغدو كطفلٍ لعوب |
نظرتُ إِلَيها وفي وجهها اص | فرارٌ يحاكي وشاحَ الغرُوب |
فقلتُ لنفسي أتاها الخريف | نذيراً يدقُّ على بابها |
أبنتَ الرّبيعِ استريحي غداً | فكلُّ الهنَاء لمَن لا يعي |
قضيتِ الرّبيعَ وكلُّ الحياة | زمانُ الرّبيعِ فلا تجزعي |
فماذا أقولُ أنا في الشّتاءِ | وصوتُ العواصفِ في مسمعي |
أبِيتُ اللياليَ أرعى النجومَ | وإن نمتُ نامَت همومي معي |
ويا ويحَ مثلي إذا ما دنا ال | صّباحُ دنوتُ إِلى مصرعي |
سلي الخمرَ عنّي كم مرّةٍ | تساقطَ دمعي بأكوابها |
أبنتَ الربيعِ إِلى الملتقى | فلا أمنَ إِلاّ بحضن التراب |
ولا تسألي السرّ في ذي الحياةِ | ففي الأبديّةِ فصلُ الخطاب |
أنا في خريفي أحثَ المطيَّ | بوادي الشّقاءِ وبِيدِ العذاب |
عفا الله عني إذا ما ذكرتُ | عهودَ التّصابي وطال العتاب |
أروحُ وفي الصّدر بعد المَشيبِ | عراكٌ جَناهُ عليّ الشّباب |
فقلبٌ يدقّ بلحنِ الغرامِ | ونَفسٌ تُصَلي بمحرابها |