ما تَبتَغينَ لَدى العَلياءِ مِن أَرَبِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ما تَبتَغينَ لَدى العَلياءِ مِن أَرَبِ | وَقَد بَلَغتِ المُنى يا أُمة العَرَبِ |
أَحياكِ مَولاكِ إِسماعيلُ فَاِبتَهِجي | وَأَهدي لَهُ كَلِماتِ الشُكر عَن كَثَبِ |
هنئتمُ يا أَهالي مَصر إِنَّ لَكُم | في ظل دَولَتِهِ عُمرٌ مِن الذَهَبِ |
مَولىً بِقَلب أَبٍ يَرعاكُم وَلَهُ | دَيناً خَضَعتُم بِطَوع ابنٍ لِخَير اِبِ |
رقيَّ البِلاد إِلى أَوج العَلاءِ كَما | أَحيي العِبادَ بِفَضلٍ غَير مُحتَجِبِ |
فَأَصبَحَت في بُحور الرَغدِ سابِحَةً | أَقطارُكُم وَهِيَ تَعلو أَرفَع الرُتَبِ |
لا ظُلمَ لا غَدرَ لا اِستعبادَ يَشمَلَكُم | لا زَيغَ لا طَيش لا قَصرٌ عَن الأَرَبِ |
قولوا إِلى الهَرَمِ الأَعلى وَما جَمَعَت | قرناقُ مِن أَثَرٍ زاهٍ وَمِن عَجَبِ |
وَما بِلُقصُرَ مِن نَقشٍ وَمِن عُمدٍ | وَما بِثيبةَ مِن مُستصنِعٍ صَعبِ |
عَلى حجارتكم أَقوامَكُم نَقَشوا | أَسماءَ ساداتهم في مَجدِها الكذبِ |
لَكنَّ أَعمال مَولانا العَزيز عَلى | قُلوبِنا اِنتَقَشَت فَضلاً عَن الكُتُبِ |
كانَت قَبائِلُكُم بِالجَهل خابِطَةً | تَلقى العَنا تَحتَ نير الجور وَالكَربِ |
وَنَحنُ كَالأُمَراءِ اليَوم في سِعَةٍ | يَسعى الزَمانُ لَما نَبغى مِن الطَلَبِ |
لا تذهل العَين مِن آثار صَنَعتهم | فَلا نَراها سِوى ضَربٍ مِن اللَعبِ |
لَكن صَنائِعنا أَسرارَها عَظمت | فَنجتني الآن مِنها كُل مُرتَغِبِ |
تَذري بِحكمتهم في عَصر سَيدِنا | إِذ قَد أَفاضَ ضِياءَ العلم وَالأَدَبِ |
أَلقى لَنا مُعجِزات العَصر تَخدُمُنا | أَسرارَها بِاجتِهاد غَير مُنغَلِبِ |
فاضَت ذراعتنا في ظلِّهِ وَزَهَت | بِحِلَةِ الخَصب لا تَلوي عَلى السُحُبِ |
سوزستريس لِمَصرٍ قَد أُعيدَ بِهِ | بِالفهم وَالحلم لا بِالجَهل وَالغَضَبِ |
رَد البَطالس في علم وَفي عَمَلٍ | بِالأَمن وَالسلم لا بِالحَرب وَالحَربِ |
وَقامَ فيهِ صَلاح الدين مُنتَصِباً | بِالرفق وَاللُطف لا بِالفَتك وَالعَطبِ |
يا أَيُّها السَيد العالي الَّذي لَمَعَت | صِفاتَهُ في جَبين العَصرِ كَالشُهُبِ |
البَسَتني فَوقَ قَدري حِلَّةً عَظمت | في كُلِ عَينٍ عَلى ضَعفي فَيا طَرَبي |
إِني سَأَرحَل عَن علياك مُصطَحِباً | بِالسَعد وَالفَخر مُمتازاً عَلى صَحُبي |
سَأَركَبُ البَحرَ حَولي مثللَ لجَتِهِ | بَحرٌ عَليَّ طَما مِن جودكَ العَذبِ |
وَلي لِسانٌ مُذيعٌ مثل ضَجَتِهِ | يَشدو بِشُكرِكَ مَنشوراً مَدى الحَقبِ |
وَظلكَ الباسط المَمدود يَشمَلَني | أَين اِتَجهتُ وَيَحميني مِن النَكبِ |