شاق الفؤاد وما نشتاق من أمم
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
شاقَ الفُؤادَ وَما نَشتاقُ مِن أُمَم | أَطلالُ مَنزِلَةٍ أَقوَت وَلَم تَدُمِ |
هِيَ الخَيالُ الَّذي أَهدى لَنا سَقَماً | إِذ زارَنا وَغَدا خِلواً مِنَ السَّقَمِ |
ما زارَكَ الطَّيفُ مِن برٍّ تعَرّفهُ | لكِن تَمَنّيكهُ أَهداهُ في الحُلُمِ |
بِتنا وَباتَ يُمَنِّينا وُيُؤنِسُنا | بُخلاً عَلَينا وَلَمّا يُؤتَ مِن عَدَمِ |
لَو دامَ ذلِكَ لَم نَطمَح بِأَعيُنِنا | إِلى سِواهُ وَلكِن ذاكَ لَم يَدُمِ |
قَد هاجَ لي بكراً مِمَّن بُليتُ بِهِ | حَمامَتانِ عَلى غُصنٍ مِنَ السَّلَمِ |
تَناوَحانِ بِنَغماتٍ يَهيجُ لَها | قَلبُ الفَتى وَهوَ عَمّا تَعنِيانِ عَمي |
يا مَن رَأى عَرَبِيَّ اللَّفظِ هاجَ لَهُ | حُزناً فَقالَ عَلَيهِ نايِحُ العَجَمِ |
لا شَيءَ أَعجَبُ مِن قَتلي بِلا تِرَةٍ | مَتى أُقاد بِها كانَت وَلا تَدُمِ |
* * * | |
يا ذا الَّذي خانَ عَهدي إِذ وَثِقتُ بِهِ | قَد كُنتَ عِندي أَميناً غَيرَ مُتَّهَمِ |
أَطمَعتَنِي في الهَوى حَتَّى إِذا سَمحَت | نَفسي مُنيتُ بِحَبلٍ مِنكَ مُنصَرِمِ |
صَدَّقتَ فِيَّ أَقاويلَ الوُشاةِ وَلَم | تَسمَع مَقالي في عذري وَلا كَلمِي |
وَمَجلِسٍ نَظَرَت عَينُ السُّرورِ بِهِ | إِلى النّدامى بِأَلوانٍ مِنَ النَّغَمِ |
ظَلَّت عَلَيهِ سَماءُ اللَّهوِ هاطِلَةً | بِالسَّكبِ مِن قطرِها وَالوَبلِ وَالدِّيَمِ |
ثابَت إِلَيهِ مِنَ اللَّذاتِ ثايِبَةٌ | وَقَد أمِيطَ الأَذى عَنهُ فَلَم يَقُمِ |
ظَلَّت أَباريقُنا لِلكَأسِ ساجِدَةً | فيهِ كَما خَرَّت الكُفَّارُ لِلصَّنَمِ |