قَد مالَ كَالغُصنِ في رَوض الصِبا الساقي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قَد مالَ كَالغُصنِ في رَوض الصِبا الساقي | وَالناسُ لِلمَيلِ قَد قامَت عَلى ساق |
دارَت سواقي عُيون الناظِرين لَهُ | كَما جَرى النَهرُ مِن جِفني وَآماقي |
وَالنَرجِسُ الغض غض الطرف من خجل | وَمال ميلة ذي خوف وَاِشفاق |
وَلاحَ في حالَةِ الشَجو البَنفسج اِذ | بَدا بِثَوبٍ مِنَ الاِحزانِ غساق |
وَالزَنبق اِغتاظ من ضحك الوُرود وَقَد | شق الخُدود فَما يَلقى لَه واقى |
وَأَغمَضَت باقة النسرين من أَسف | فَصار من رَوعِهِ يَشكى اِلى الباقي |
وَالماءُ لِما رَأى حالَ الزُهورِ غَدا | يَجري بِقَلب عَظيم الشَوقِ خَفّاق |
وَشَمأل الرَوضِ جول الغُصن دار وَقَد | تَلا عَلَيهِ لِخَوف رقية الراقي |
اِن كانَ ذلِكَ حال الزَهر من عَجَب | فَكَيفَ حال أَخي وَجد وَأَشواق |
أَفديهِ لِما صَحا مِن سكرِه سِحرا | وَلَلطلى أَثر في خَدِّهِ باقي |
وَقامَ يخطر وَالاِرداف تقعده | وَخَصرُه يَشتَكي سَقما لِمُشتاق |
وَقالَ لي بِلِسان السكر خُذ بِيَدي | فَعذت مِن لَحظِهِ الماضي بِخَلاقي |
وَقُمت بِالامر وَالاِلحاظ تُنشِدُني | لاقى عَظيم الجَوى من فِتنَتي لاقى |
أَما رَأَيتَ غُصون الرَوض راقِصَة | وَأَنجُم الاِفق حيتنا بِاِشراف |
وَقَد تُعانِق دوح السرو من طَرب | وَكادَ يَلتَف ذاكَ الساق بِالساق |