لقد عزتْ منازُلنا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لقد عزتْ منازُلنا | علينا من ينازلُنا |
منارُ عزيزنا عال | له خضعتْ عواذلنا |
ألا ياع مصرُ قد وافَى | عزيزُك والهنا صافَى |
حبانا منه إنصافا | وعدلا من يعادلنا |
ألا يا مصرُ فابتهجي | بحكم عزيزك البهجِ |
به تَرقَىْ ذُرَى الدرجِ | وبالحسنى يعاملنا |
فهذا مثلُ والده | رشيدٌ في مقاصده |
بطارفِه وتالدِه | تعود لنا فضائلنا |
ممالك مصر معمورة | وبالخيرات مغمورة |
ممالكُ مصرَ مشهوره | بها التاريخُ واصلنا |
شدَتْ بعجائب الزمنِ | بدتْ بغرائب المدنِ |
وَفتْ بمناقبِ الوطن | معالمنا تدوالنا |
فمَن للمجد أن يشهدْ | نجازَ مقاصدٍ تُحمد |
بهمة نجله الأوحد | بها راقتْ مناهلنا |
فوادي النيل بالطبعِ | غدا متمكنَ الوضعِ |
وقطبُ دوائر النفعِ | ومركزها أساكلنا |
ولما مستْ الحاجه | كسوْنا نيلها تاجه |
فهل صورٌ وقرطاجه | عن العليا تُسائلنا |
لفتح الترعةِ الكبرى | بغرب النيل في مصرا |
تجددُ للغنَى عصراً | به تسمو منازلنا |
غروسُ صعيدنا تسمو | صنوفُ نباته تنمو |
وحان لمجده يومُ | تمنّاه أوائِلُنا |
مدارسُ مصر قد عادتْ | وعدةُ أهلها ازدادتْ |
وفي الآفاقِ قد سادتْ | بجدٍ من يهازلنا |
لنا في سابقٍ المجد | سباقٌ باءَ بالرشدِ |
وكم في حوزة الحدِّ | سعاداتٌ تُقابلنا |
ننظمُ جندَنا نظما | عجيباً يُعجز الفهما |
بأسدٍ تُرعب الخِصْما | فمن يَقوى يناضلنا |
رجالٌ ما لها عَددُ | كمالُ نظامها العُدَدُ |
حلاها الدرعُ والزردُ | سنانُ الرمح عَاملنا |
وهل لخيولنا شبهُ | كرائمُ ما بها شُبَهُ |
إليها الكل منتبهُ | وهل تَخفى أصائِلنا |
لنا في الجيش فرسانُ | لهم عند اللِّقا شانُ |
وفي الهيجاءِ عنوانُ | تهيمُ به صَواهِلنا |
فها الميدانُ والشُّقرا | سقتْ أُذن العِدا وقْرا |
كأنا نرسلُ الصقرا | فمنْ يبغي يراسلنا |
مدافعُنا القضا فيها | وحكمُ الحتْف في فِيها |
وأهونُها وجافيها | تجودُ به معاملنا |
لنا الرؤساءُ أبطالُ | رجالٌ أينما جالوا |
بصولة عيلمٍ صالوا | يفوقُ الحدَّ صائلنا |
لنا في المدنِ تحصينُ | وتنظيمٌ وتحسينُ |
وتأييدٌ وتمكينُ | منيعاتٌ معاقلنا |
زمانٌ بالهنا أقبلْ | وماضي العزمِ مستقبلْ |
عزيزٌ نال ما أمّلْ | به نطقتْ دلائِلنا |
ويرقى صَهوة المجدِ | ويصعد مدرجَ السعْد |
بإقبالٍ بلا حدِّ | به تشدو بلابلنا |
يُداوي الحربَ بالسلم | ويُعطى الطبَّ للكلم |
ويشفى الصدرَ بالحِلْمِ | بهذا عمَّ طائِلنا |