رحلت وما شوقي عن الإلف راحل
![رحلت وما شوقي عن الإلف راحل](http://islamarchive.cc/upload/poems/absi.jpeg)
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
رحلتُ وما شوقي عن الإلف راحِلُ | وزلتُ وما عهد الرعاية زائلُ |
يُمثِّل لي قلبي على البعد شخصَه | فتمثاله لي حيثُ ما كنتُ ماثلُ |
رعى اللَه مَن روحي قرينة روحِهِ | وما بين جسمَينا تُعَدُّ المَراحلُ |
وقد فَصَل التفريق بين أحبَّةٍ | وليس لأرواح الأحبَّة فاصلُ |
سقى اللَهُ أياماً نعمنا بظلِّها | إذ العيشُ غَضٌّ والحبيب مُواصِلُ |
تغازلني منه الإشارات عابثاً | فيصطادني ذاك الغزال المُغازِلُ |
فحيث رمى منّي يصادف مقتلاً | كأني علي حين ترمى مَقاتلُ |
وليلة وصلٍ ليلةُ القدر أُختُها | تجلَّت بها الظلماءُ والبدرُ آفلُ |
وأبصرتُ وجهاً قلتُ لمّا رأيتُه | ألا ليت شعري ما تقول العواذلُ |
وما صَبَغَت صِبغَ الخدود مدامةٌ | بها صُبِغَت قبل الخدود الأناملُ |
وسكرانة سكرى دلالٍ وقوَّةٍ | إذا هي قامت لم تَخُنها المفاصلُ |
تثنَّت بغصنٍ ذابلٍ عند سكرها | وذا عجبٌ غصنٌ من الريِّ ذابلُ |
فإن لم أقُل ما كانَ في ضرِّه المنى | فواهاً له إنَّ الحَنينَ لقائلُ |
ولم أطوِ سرّي عنكمُ لاتِّهامكم | ولكن لإفشاء الحديث غوائلُ |
نُجاملُ مَن يُبقي على مَن نحبُّه | ولن تخلصَ البُقيا لمن لا يُجامِلُ |
وحيثُ أرى إلفاً لإلفٍ مُصَافياً | فَثَمَّ حَسُودٌ لا ينام وعاذلُ |