نفسي الفدا لمقارب كمباعد
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
نفسي الفدا لمقارب كمباعد | حذر الوشاة وراغبٍ كالزاهدِ |
لزم التوقّي بالهوى فلسانُه | متباعد والقلب غير مباعدِ |
مولاي لفظك في خطابٍ ناقصٍ | لكن ضميرك في وفاءٍ زائدِ |
وأرى انقباضَك للتجمُّل تحته | لحظات طرفٍ بالمحبَّة شاهدِ |
هي نعمة لك لا أُؤدي شكرها | أن مِلتَ نحوي بعد نهي الوالدِ |
لو كان كلُّ العالمين مخالفي | ما ضرَّني إن كنتَ أنت مساعدي |
وإذا تآلفت القلوبُ على الهوى | احتلنَ في إبطال كيد الكائدِ |
قد قال قلبي إذ رآك مجانبي | ورآك ترصد غفلةً من راصدي |
صدَّ الحبيبُ وقد رأيتُ لصدِّه | عذراً فلست على الحبيب بواجدِ |
جزعي إذا أبصرتُ فيك تنكُّراً | جزعَ المريض من انكسار العائدِ |
فإذا تواطينا فكلُّ مُغَرِّرٍ | من بعدُ يضرب في حديدٍ باردِ |
لأُدارِينَّ وأُحسدنَّ ومن يَفُز | بوصال مثلك يصطبر للحاسدِ |
لمكان ألفٍ لا يخلّى واحدٌ | لكنَّ ألفاً يكرَمون لواحدِ |
كملت صفاتك فيك حسن المشتري | بين النجوم وفيك شكل عطاردِ |
فاذا رأيتُ رأيت شخص محاسنٍ | واذا اختبرت رأيت شخص محامدِ |
والله ما أبغي الوصال لريبةٍ | أو لا فلا اتصلت بكفي ساعدي |
لكن لطيب تراسلٍ وتغازلٍ | وتآلُفٍ وتحادثٍ وتناشدِ |
قد كان ذاك هوى الظراف وإنما | فسد الهوى في ذا الزمان الفاسدِ |