يا أُختَ غُصنِ البانةِ المياسِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
يا أُختَ غُصنِ البانةِ المياسِ | تَختالُ عُجبا في رياضِ الآسِ |
وشبيهةَ الظبياتِ في نظراتها | ما بين ذاتِ خِباً وذاتِ كِنَاسِ |
وكثيرةَ الفتكاتِ في ألحاظِها | وشديدةَ الحُجَّابِ والحُرَّاسِ |
هل تَحفَظى وُدى فلستُ مُضيعاً | أو تذكرى عَهدي فلستُ بِناسي |
أيامَ أغصانِ الوِصَالِ نَواضِرٌ | غَنَّاءُ في رَوضٍ من الإِيناسِ |
وجناتُ حُسنُكِ رَوضَتي ورياضُ خَدِّ | كِ جَنَّتي ورحيقُ ثَغركِ كاسي |
ماذا عليكِ لو انتظرتِ مُتَيّماً | يومَ النوى بالأربعِ الأدراسِ |
أحسبتِ بأساً في وقُوفِك ساعة | ما في وقوفكِ ساعةً من باسِ |
وارحمتاهُ لمهجتي من غادةٍ | لم تُبقِ غيرَ تردُّدِ الأنفاس |
تسبى النُّهى بنواظرٍ فتانةٍ | تدعُ المتيمَ فاقدَ الإحساسِ |
تسطُو بها لكن بغيرِ مُهنَّدٍ | وتغضُّها لكن بغيرِ نُعاس |
شمسٌ تَهَادى بين أترابٍ لها | فإذا جلسنَ فزينةُ الجلاسِ |
مشغوفةٌ بهواى إلا أنها | مشغوفةٌ بتمنعٍ وشُماسِ |
لم آل جهداً في اختلاسِ فؤادِها | حتى أطاعت بعدَ طولِ مِرَاسِ |
أتظنُ أني لا أتيه كما تتي | هُ أو انني مُستَسِلمٌ للياسِ |
وعلامَ تُبدى تِيهَهَا هل شاهدت | يومَ الوصولِ شمائِلَ العباسِ |
مِلكق تودُّ النيراتُ لو انها | تحكيه في بِشرٍ وفي إِيناسِ |
ملكٌ يسيرُ السعدُ حولَ رِكابهِ | فكأنَّه من جُملةِ الحُرّاسِ |
يحكى ليُوثَ الغابِ في وَثَباتِها | وثباتِها لكن بغيرِ قِياسِ |
وإذا دَجَت ظُلَمُ الخطوبِ أنارَها | برويّةٍ تحكي ذكاءَ إياسِ |
وسياسةٍ وفَراسةٍ وكياسةٍ | عَظُمَت على الحُكماءِ والسُوَّاسِ |
سَهلُ الخليقةِ في جليلِ مهابةٍ | ثَبتِ العزيمةِ في احتدامِ الباسِ |
وأكادُ لولا عَزمُه يومَ الوغى | أدعُوه بالبسامِ لا العبّاس |
يا ابنَ الأُولى غَرسُوا حدائِقَ مجدِهم | كي تجتَنى منها أجلَّ غِراس |
بَلَّغتَ مصرَ مَرامَها وكسَوتها | من فيضِكَ المَأمُولِ خَيرَ لِباسِ |
وأقمتَ للملكِ الرفيعِ عمادَه | عَدلاً فأصبحَ ثابتَ الآساس |
وجريتَ في نهجِ الهدايةِ مِثلما | تُجرى نظامَ المُلكِ بالقِسطاسِ |
دُم يا ابن توفيقٍ لمصرَ مُوفَّقاً | حتَّى تُطهرَها من الأدناسِ |
وأَحِلَّها المهدَ الوثيرَ ودَاوِها | مِمّا بها فَلأنتَ أحكمُ آسِ |
فَلَمِصرُ مِصرُكَ عن أبيك وِرَاثةً | وافته عن أجدادِك الأكياسِ |
لِلَّهِ يومَ بدا هِلالُكَ سَاطِعاً | فِيها فأغناها عن النِّبراسِ |
وافترَّ ثَغرُ الثَّغرِ مُبتسماً وغُص | نُ الرمل مالَ بِعِطفِهِ الميّاس |
ولسانُ أفئدةِ الوفودِ مُرَتِلٌ | آيَ الهَنَا من سائرِ الأجناسِ |
لا غروَ أن رَقَصَت بذاكَ قلوبُهم | وأدارُ كاساتِ السرورِ الحاسي |
فهلالُ وجهِك يوم هَلَّ أقامَ بَي | نَ قلوبهم عُرساً من الأعراسِ |
لِمَ لا يُسَرُّ الناسُ يومَ يرونَه | وهلالُ وجهِكِ رحمةٌ للنَّاسِ |