ليهنكَ يا بيلُ الجلالُ وعزةٌ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ليهنكَ يا بيلُ الجلالُ وعزةٌ | يكادُ لها القلبُ الكسيرُ يطيرُ |
ملكتَ على الزهدِ الأُلوفَ وكلُّنا | إلى قَطرةٍ مما ملكتَ فقيرُ |
إذا كان هذا الطوقُ كالتَّاج قيمةً | فأنتَ بألقابِ الملوك جديرُ |
وما المالُ إلا آيةُ الجاهِ في الوَرى | فحيثُ تراهُ فالمقامُ خطيرُ |
ولو كان بين الفضلِ والجاهِ نسبةٌ | لزالت عروشٌ جمّةٌ وقصورُ |
فيا بيلُ لا تجزَع فَرُبَّ مُتَوَّجٍ | شبيهُكَ إلا منبرٌ وسريرُ |
وما أنت في جهلِ المقادير آيةٌ | فمثلُك بين الناطقين كثيرُ |
لئن فاتك النطقُ الفصيحُ كما تَرى | فسهمُك من نُطقِ الفؤادِ وفيرُ |
وفيتَ بعهدٍ للصديق وما وَفَى | بعهدِ صديقٍ جرولٌ وجَريرُ |
فعش صامِتاً واقنَع بحظِّك واغتبط | فما النطقُ إلا آفةٌ وشرُورُ |
ضَلالٌ يرى الإنسانُ فضلاً لنفسه | وساعدُه في المَكرُمَاتِ قصيرُ |
وما المرءُ إلا صِدقُه ووفاؤُه | وكلُّ كبيرٍ بعد ذاك صغير |
وماذا يفيد المرء حسن بيانه | إذاعي بالنطق الفصيح ضميرُ |
مدحتُك يا بيلٌ لأني شاعرٌ | وأنت على حسن الجزاءِ قديرُ |
ولو كنتَ تدري ما أقولُ لقمت لي | بما لم يقم للمادحين أميرُ |