ريح شوق للبين كانت سموما
![ريح شوق للبين كانت سموما](http://islamarchive.cc/upload/poems/absi.jpeg)
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ريحُ شوقٍ للبَين كانت سَموما | ثم عادت عند اللقاء نسيما |
فهي بالأمس نار نمرود كانت | وهي اليوم نار إبراهيما |
ما أمرَّ الخروج من بلدة في | ها حبيبي وما ألذَّ القدوما |
سُمِّيَت وقفةُ التفرُّق تسلي | ماً كما سُمِّيَ اللَّديغُ سليما |
ذقتُ طعمَي تفرُّقٍ ولقاءٍ | كدتُ من فرط ذا وذا أن أهيما |
وكأنّي ولم أرَ النارَ والجَن | نَةَ ذقتُ الغِسلينَ والتسنيما |
ففراقُ المعشوقِ والهلكُ سيّا | ن وإن كان ذا وذاك عظيما |
ليس فقدان مَن يُفِيدُ الصَبابا | تِ كفقدان مَن يُفيد النعيما |
كن عنياً فإن كلَّ حبيبٍ | لم يزل قاسياً يكون رحيما |
ما تراني عند الأنام جميعاً | صرتُ بالسيِّد الكريم كريما |
خدمَتني القلوبُ حتّى كأنّي | مت باللحد خلتني مخدوما |
يا أبا القاسم المهيب المرجّى | بك أُكرِمتُ ظاعناً ومُقيما |
وحَقيقٌ لعُظم قدرك أن يُظ | هرَ في أوليائك التعظيما |
ما ترى الشمسَ حين يحجبها الأف | قُ يمدُّ الضياءُ منها النجوما |
* * * | |
أنتَ صَحَّحتَ لي مودَّةَ أيّا | مي وقد كان ودُّهنَّ سقيما |
أنت آويتَني وقد طرد النا | سُ رجائي طردَ الوصيِّ اليتيما |
ورَمَمتَ الرجاءَ وهو رميمٌ | ثم أنتجتَه وكان عقيما |
فيقول الذي يرى كشفَ ضرّي | إن ربي يُحيي العظام الرميما |
قد زكت لي بك الأماني وصارت | همماً ترتقي وكانت هموما |
فغدا اسمي مُحجَّلاً بأيادي | ك أغرّاً وكان قبلُ بهيما |
ألبستني نعماك ثوباً غدا باس | مك في الناس كلِّهم مرقوما |
فلو اَنِّي سكتُّ عن شكر آثا | رِكَ كلَّمنَ ذا الورى تكليما |
مَسَّني حظُّك الجسيم فأعدا | نيَ حتى رأيتُ حظي جسيما |
لو رأى في المنام طيفَك محرو | مٌ لأغنى خيالُك المحروما |
وسجاياك تقتضي نفسَك الجو | دَ كما يقتضي الغريمُ الغريما |
صُنتَنا حين أهملَتنا الليالي | فحمدنا بك الزمانَ الذميما |
شكرَتكَ الدنيا فأعطَتكَ تنبي | هاً مشاعاً ونائلاً مقسوما |
أنت زَيَّنتَها فأظهرتَ فيها | كرماً حين أظهر الناسُ لُوما |
كلّما قيل دام خيرُك قال ال | جُودُ آمِينَ رغبةً أن يدوما |
لا عدمنا ظِلال نعماك تغشى ال | أرضَ أو لا ترى عليها عَدِيما |