قُل لمولاي يا بديع الزمانِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قُل لمولاي يا بديع الزمانِ | يا هلال الدجى على غصن بانِ |
يا مريض الجفون أمرضتَ جسمي | مرضاً من تمرُّض الأجفانِ |
يا غزالَ الجنان لا تحرمنّي | جنّةَ الوصل يا غزالَ الجنانِ |
جَمَعَ اللهُ فيك يا قرَّة العي | ن جميعَ الصفات والإحسَانِ |
فكأني من حُسن وجهك أرعى | ناظري في حدائق البستانِ |
وكأني من غُنج ألحاظ عَينَي | كَ أناغي لواحظَ الغزلانِ |
وكأني من شَكل قدِّك في شك | ل تثنيّ نواعم الأغصانِ |
وكأني من ظَرف لفظك في لَف | ظِ نفيسِ الياقوت والمرجانِ |
وكأني عند انبساطك نحوي | زلتُ عن مالكٍ إلى رضوانِ |
وكأني عند انتشاقي لأنفا | سِكَ أشتَمُّ نكهة الضيمرانِ |
وكأني من طيب ريحك في طي | ب نسيم الأزهارِ والريحانِ |
وكأني من وجنتيك أُحَيّا | بجَنَاةِ التُّفّاح من لبنانِ |
وكأني من نبت خَدَّيك في نب | تِ رياضِ النسيم والزعفرانِ |
مَلَكٌ أَنت لا يُشَكُّ فلن تُج | مَعَ هذي الصفاتُ في إنسانِ |
سمرةٌ فوق رقّةٍ تحت طِيبٍ | خَلطُ مسكٍ بماءِ وردٍ وبانِ |
خُتِمت هذه الصفات بخالٍ | يصرف العينَ عنك عند العيانِ |
سيدي أنتَ معدن الحسن ما ضَر | رَكَ لو كنتَ معدنَ الإحسانِ |
يا طبيبَ القلوب قلبي عليلٌ | فتلطّف وافطن لبعض المعاني |
ومتى يرتجي العليلُ شفاءً | وهو يلقى الطبيبَ بالكتمانِ |
ما تركتُ الشكوى لصبري ولكن | في فؤادي ما لا يؤدّي لساني |
فتعطّف بخَلوةٍ تبسط الأُن | سَ ببَثِّ العتاب والأشجانِ |
فعسى أن تنالني رحمةُ الوَص | لِ فأنجو من سَخطة الهجران |