محنة صقيلة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
للسواد في ثوب أمي | ذاكرة لا تشيخ | لذا قدمتني له | وقالت : ضمه الى صدرك | فضمني | الى القصيدة | قدمتني للبكاء | قالت له : | -اغمره بمياهك | فاغرورقت عيناي بالفجيعة | قدمتني للألم | قالت له : | هذا شقيقك | فبتسم لي الحزن | واعشوشبت على ضفاف طفولتي | شظايا من حروف | * * * | الأمهات محنة صقيلة | قلت هذا | لأكثر من رجل كامل العقوق | فلم يصدقني المساء الأبله | وأعيد واصقل: | الأمهات محنة | إنهن لا يسمحن لنا بالموت المبكر | على الإطلاق | حتى بعد الموت | إنهن لا يسمحن لنا بالشيخوخة حتى | وتسلق جبال الأيام | والابتعاد عن ساحة الروح الأمامية | ولا البكاء على أطلال الكلمات | أقولها | وأعيد وأصقل: | الأمهات محنة | الم يضع الله الجنة | تحت أقدامهن | فهجرنها | ولحقن بنا | ليقاسمننا جحيمنا الأرضي ؟ | * * * | أيها الطبيب | يا من عالجت الطبيعة | حين سعلت | هل لديك عقار | يزيل حزن أمي | ويخفف عن قلبي | وطأة هذه المحنة التي خرجنا | من رحمها ؟ | * * * | صعدت على جواد القصيدة | وحاورت جبلا ما | اعتليت منبرا للجمال | لأقع في هوى نجمة مشعة | فصفق لي السحاب الخجول | تلألأت صورتي على خد موجة | مهاجرة | وكان اسمي | شبيها بالماء والخضرة الداكنة | في سماء السواد | لكن | كل هذه التألقات | هل تبهج قلب أمي؟ | * * * | أقولها وأعيد واصقل: | الرياح ترضع السماء | في عبورها الى مدن البرق | لذا لا يصيب الوهن | اقدام المطر | اما نحن الغاطسين في ظلام محيطات | مستديمة | غالبا ما نستسلم للحياة | لاننا | اولاد محنة | اسمها | الأمهات | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عبدالرزاق الربيعي) .