أَقِلّي فَإِنَّ اللَومَ أَشكَلَ واضِحُهْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أَقِلّي فَإِنَّ اللَومَ أَشكَلَ واضِحُهْ | وَكَم مِن نَصيحٍ لا تُمَلُّ نَصائِحُهْ |
عَلامَ قَعَدتِ القُرفُصى تَعذُلينَني | كَأَنِّيَ جانٍ كُلَّ ذَنبٍ وَجارِحُهْ |
أَضاقَت عَلَيَّ الأَرضَ أَم لَستُ واثِقاً | بِحَزمٍ تُغاديهِ القَنا وَتُراوِحُهْ |
مَتى هانَ حُرٌّ لَم يُرِق ماءَ وَجهِهِ | وَلَم تُختَبَر يَوماً بِرَدٍّ صَفائِحُهْ |
سَأَصبِرُ حَتّى يَعلَمَ الصَبرُ أَنَّني | أَخوهُ الَّذي تُطوى عَلَيهِ جَوانِحُهْ |
وَأَقبَلُ مَيسورَ الزَمانِ وَإِنَّما | أَرى العَيشَ مَقصوراً على مَن يُسامِحُهْ |
فَأُخلِصُ مَدحي لِلَّذي إِن دَعَوتُهُ | أَجابَ وَإِلّا أَسعَدتَني مَدائِحُهْ |
هَلِ العَيشُ إِلّا العِزُّ وَالأَمنُ وَالغِنى | غِنى النَفسِ وَالمَغبوطُ مَن ذَلَّ كاشِحُهْ |
وَمِن هِمَمِ الفِتيانِ تَفريجُ كُربَةٍ | وَإِطلاقُ عانٍ باتَ وَالبُؤسُ فادِحُهْ |
وَضَيفٍ تَخَطّى اللَيلَ يَسأَلُ مَن فَتىً | يُضيفُ فَدَلَّتهُ عَلَيهِ نوابِحُهْ |
فَأَذهَبَ عَنهُ الضُرَّ حُرٌّ خِصالُهُ | عُجابٌ وَلكِن مُحصَناتٌ نَواصِحُهْ |
وَلَهفَةِ مَظلومٍ تَمَنّاكَ حاضِراً | وَقَد ذُعِرَت أَسرابُهُ وَسوارِحُهْ |
فَجِئتَ تَخوضُ اللَيلَ خَوضاً لِنَصرِهِ | وَلَولاكَ لَم يَدفَع عَنِ السَرحِ سارِحُهْ |
وَكَم مِن عَدُوٍّ باتَ يَحرُقُ نابَهُ | عَلَيَّ كَما يَستَقدِحُ المَرخَ قادِحُهْ |
أَعاذِلَ لَم أَجرَح كَريماً وَلَم أَلُم | لَئيماً وَبَعضُ الشَرِّ يَجمَحُ جامِحُهْ |
وَإِلّا يَكُن مالي كَثيراً فَإِنَّني | كَثيرٌ إِذا ما صاحَ بِالجَيشِ صائِحُهْ |
وَأَقبَلَتِ الأَبطالُ جُرداً وَصافَحَت | رِجالٌ بِأَطرافِ القَنا مَن تُصافِحُهْ |
وَلَيسَ الفَتى مَن باتَ يَحسُبُ رِبحَهُ | بَطيئاً ضَنيناً بِالَّذي هُوَ رابِحُهْ |
يَرى أَنَّهُ لا حَقَّ إِلّا لِنَفسِهِ | عَلَيهِ وَأَنَّ الجودَ بِالمالِ فاضِحُهْ |
لَهُ عِلَلٌ دونَ الطَعامِ كَثيرَةٌ | وَوَجهٌ قَبيحٌ أَربَدُ اللَونِ كالِحُهْ |
كَثيرُ هُمومِ النَفسِ كَزٌّ كَأَنَّهُ | مِن البُخلِ قُفلٌ ضاعَ عَنهُ مَفاتِحُهْ |
فَلا يَشمَتَن قَومٌ أَصابوا بِمَكرِهِم | عَلَيَّ سَبيلاً أَغلَقَتها مَسالِحُهْ |
وَلا ذَنبَ لِلعودِ الذِمارِيِّ إِنَّما | يُحَرَّقُ مَن دَلَّت عَلَيهِ رَوائِحُهْ |
وَما المَكرُ إِلّا لِلنِّساءِ وَإِنَّما | عَدُوُّكَ مَن يُشجيكَ حَتّى تُصالِحُهْ |