طَرَقنا بَزوغى حينَ أَينَعَ زَهرُها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
طَرَقنا بَزوغى حينَ أَينَعَ زَهرُها | وَفيها لَعَمرُ اللَهِ لِلعَينِ مَنظَرُ |
وَكَم مِن بَهارٍ يَبهَرُ العَينَ حُسنُهُ | وَمِن جَدوَلٍ بِالبارِدِ العَذبِ يَزخَرُ |
وَمِن مُستَحِثٍّ بِالمُدامِ كَأَنَّهُ | وَإِن كانَ ذِمِيّاً أَميرٌ مُؤَمَّرُ |
وَفي كَفِّهِ اليَمنى شَرابٌ مُوَرَّدٌ | وَفي كَفِّهِ اليُسرى بَنانٌ مُعَصفَرُ |
شَقائِقُ تَندى بِالنَدى فَكَأَنَّها | خُدودٌ عَلَيهِنِّ المَدامِعُ تَقطُرُ |
وَكَم ساقِطٍ سُكراً يَلوكُ لِسانَهُ | وَكَم قائِلٍ هَجراً وَما كانَ يَهجُرُ |
وَكَم مُنشِدٍ بَيتاً وَفيهِ بَقِيَّةٌ | مِنَ العَقلِ إِلّا أَنَّهُ مُتَحَيِّرُ |
فَكانَ مِجَنّي دونَ مَن كُنتُ أَتَّقي | ثَلاثُ شُخوصٍ كاعِبانِ وَمُعصِرُ |
وَكَم مِن حُسانٍ جَسَّ أَوتارَ عودِهِ | فَأَلهَبَ ناراً في الحَشا تَتَسَعَّرُ |
يُغَنّي وَأَسبابُ الصَوابِ تُمِدُّهُ | بَصَوتٍ جَليلٍ ذِكرُهُ حينَ يُذكَرُ |
أَحِنُّ حَنينيَ الوالِهِ الطَرِبِ الَّذي | ثَنى شَجوَهُ بَعدَ الغَداءِ التَذَكُّرُ |
أَجَحظَةُ إِن تَجزَع عَلى فَقدِ مَعشَرٍ | فَقَدتَ بِهِم مَن كانَ لِلكَسرِ يَجبُرُ |
وَأَصبَحتُ في قَومٍ كَأَنَّ عِظامَهُم | إِذا جَئتَهُم في حاجَةٍ تَتَكَسَّرُ |
فَصَبراً جَميلاً إِنَّ في الصَبرِ مَقنَعاً | عَلى ما جَناهُ الدَهرُ وَاللَهُ أَكبَرُ |