خليلي إِما مت يوماً وزحزِحت
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
خَليلَيَّ إِمّا مُتُّ يَوماً وَزُحزِحَت | مَناياكُما فيما يُزَحزِحُهُ الدَهرُ |
فَمُرّا عَلى قَبري فَقُوما فَسَلِّما | وَقُولا سَقاكَ الغَيثُ وَالقَطرُ يا قَبرُ |
كَأَنَّ الَّذي غَيَّبتَ لَم يَلهُ ساعَةً | مِنَ الدَهرِ وَالدُنيا لَها وَرَقٌ نَضرُ |
وَلَم تَسقِهِ مِنها بِعَذبٍ مُمَتِّعٍ | بَرُودٍ حَمَتهُ القَومَ رَجراجَةٌ بِكرُ |
وَلَم يَصطَبِح في يَومِ حَرٍّ وَقِرَّةٍ | حُمَيّا فَدَبَّت في مَفاصلِهِ الخَمرُ |
وَلَم يَرُعِ العِيسَ الكَوانِسَ بالضُحى | بِأَسرارِ مَولِيٍّ أَلِدَّتُهُ صُفرُ |
لَسَسنَ بُقولَ الصَيفِ حَتّى كَأَنَّما | بِأَلسُنِها مِن لَسِّ حُلَّبِها الصَقرُ |
وَلَم يَمدَحِ القَرمَ الهُمامَ بِكَفِّهِ | لَطائِمُ يُسقَى مِن فَواضِلِها القَفرُ |
رَمى نَحوَهُ في الناسِ وَالناسُ حَولَهُ | وَذو يَسرَةٍ عِلبٌ مَناكِبُهُ سُعرُ |
وَمَأطورَةٌ شَدَّ العَسيفانِ أَطرَها | إِساراً وَأَطراً فَاِستَوى الأَطرُ وَالأَسرُ |
تُرامِقُهُ المِقلادُ حَتّى تَمَكَّنَت | إلَيهِ طَوالَ البابِ مَرَّدَهُ الجَدرُ |
فَخافَ وَقَد حَلَّت لَهُ مِن فُؤادِهِ | مَحَلَّ جَليلِ الشَأنِ قَدَّمَهُ الأَمرُ |