ألا حيّ سلمى في الخليط المُفارق
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألا حيّ سلمى في الخليط المُفارق | وألمم بها أن جدَّ بين الحزائِق |
وما خفت منها البين حتى رأيتها | علا غيرها في الصبح أصوات سائِق |
تجنبن خروبا وهن جوازع | على طيه يعدلن رمل الصعافِق |
سنلقاك يوماً والركاب ذواقن | بنعمان أو يلقاك يوم التحالِق |
وتشفي فؤادي نظرة من لقائها | وقلّت متاعاً من لُبانة عاشِق |
ألا إن سلمى قد رمتك بسهمها | وكيف استباء القلب من لم يناطِق |
تراءت لنا في جيد آدم شادنٍ | ومنسرح وحفٍ أثيث المفارِق |
وتبسم عن غُرِّ الثنايا مفلج | كنور الأقاحي في دماث الشقائِق |
وما روضة وسمية رجَبيّة | ولتها غيوث المدجنات البوارِق |
حمتها رماح الحرب حتى تهولت | بزاهر نور مثل وشي النمارِق |
بأحسن من سلمى غداة لقيتها | بمندفع الميناء من روض مأذِق |
كأن ثناياها اصطبحن مدامة | من الخمر شنا فوقها ماء بارِق |
ولو سألت عنا سليمى لخبرت | إذا الحجرات زينت بالمغالِق |
بأنا نعين المستعين على الندى | ونحفظ ثغر المقدم المتضايِق |
وجار غريب حل فينا فلم نكن | له غير غيث ينبت البقل وادِق |
نكون له من حوله وورائه | ونؤمنه من طارقات البوايِق |
ومستلحم قد أنفذته رماحنا | وكان يظن أنه غير لاحِق |
هنأنا فلم نمنن عليه طعامنا | إذا ما نبا عنه قريب الأصادِق |
فظل يباري ظل رأس مرجل | وقد آزر الجرجار زهر الحدايِق |
وعانٍ كبيل قد فككنا قيوده | وغلا نبيلا بين خدٍّ وعاتِق |
ويا سَلمُ ما أدراك أن رب فتية | ذوي نيقةٍ في صالحات الخلائِق |
إذا نزلت حمر التجار تباشروا | وراحوا بفتيان العشي المخارِق |
فأَمسوا يجرون الزقاق وبزها | بشفع القِلاص والمخاض النوافِق |
وقد علمت أبناء خندف أننا | رعاة قواصيها وحامو الحقائِق |
وأنا أولو أحكامها وذوو النهى | وفرسان غارات الصباح الذوالِق |
وإنا لنقري حين نحمد بالقرى | بقايا شحوم الآبيات المفارِق |
ونضرب رأس الكبش في حومة الوغى | وتحمدنا أشياعنا في المشارِق |
ومستهنئ ذي قروتين مدفّع | برته بوارٍ من سنين عوارِق |