أَيّارُ فاتِحَةُ السِّنينِ وَشاهِدُ المَوتِ الحَزينِ |
وَغَصَّةٌ |
في سورَةِ الإسراءِ أَمشي خَلفَ طِفلٍ غابَ في صَمتِ الكِتابِ |
بِلا حِسابٍ أَو عَذابْ |
اللهُ يَأتي لا نَراهُ |
وَمَوسِمُ العِشقِ انتَهى حَيثُ انتَهيتُ |
وَحيثُ قاسَمَني الجَّرادُ كِتابَةَ السَّطَرِ الأَخيرِ |
وَحَبَّةَ القَمحِ الَّتي اختَبَأَت سِنيناً في التُّرابْ |
اللهُ يَمضي لا نَراه |
عامُ الحَصادِ |
سَنَحصُدُ الصَّمتَ المُوَزَّعَ بِالتَّساوي بَينَنا |
مُزَقَ السَّحابِ كَأَنّها ريشُ الغُرابِ |
وَما تَبقّى مِن غُبارٍ فَوقَ فاتِحَةِ الكِّتابْ |
للهِ عُشرٌ مِن صَلاةِ الجائِعِ المَقهورِ في ذاتي |
وَمِن صَومي |
وَلي خَوفي |
وَللجابي |
سِنينُ العُمرِ ، وَالأَيامُ، وَالأَحلامُ |
أَعصُرُ في جِيوبِهِ ماءَ أَورِدَتي |
وَفي رِئَتيهِ أُلقي كُلَّ أَنفاسي |
وَأَهتِفُ جائعاً في اللَّيلِ |
"يَحيا العَدلُ"... "عاشَ نَبيُّنا الوالي"! |
تُزَيِّنُ حَقلَنا المَهجورَ شاهِدَةٌ |
سَنَحفَظُ جوعَنا المَحفورَ فَوقَ الصَّخرِ قافِيَةً |
وَنَأكُلُ لَحمَ قَتلانا بِلا شَبَعٍ |
وَنَرثو جِلدَنا البالي |
وَلا نَبكي لِكَي لا يَحزَنَ المَوتى |
نَغُضُّ الطَّرفَ في الطُّرُقاتِ |
نُوفي الكَيلَ مِن دَمِنا |
وَنَفرُشُ عِشقَنا المَسكونَ بِالغَزَواتِ والشُّهَداءِ في أَيّارَ |
فَوقَ الرَّملِ أَكواماً كَقَمحِ الصَّيفِ |
نُخرِجُ مِن خَلايانا سَوادَ الدُّودِ |
لا نَئِدُ اللَّواتي جِئنَ عامَ الجوعِ خَشيَةَ فَقرِنا المَزروعِ |
في أَرضٍ وَرِثناها يَباباً لا نِساءً في لَياليها وَلا قَمَراً |
يَذوبُ اللَّيلُ يَمضي مِثلَ ماءِ السَّيلِ نَحوَ البَحرِ أَلواناً |
تَعُبُّ الشَّمسُ مِن أَحلامِنا العَطشى |
يُمَزِّقُ سَوطُها المَسعورُ |
ظَهرَ هَوائِنا المَعجونَ بِالكِبريتِ والأَنفاسْ |
عامُ الجَّرادِ |
سَنَحصُدُ الجوعَ المُوَزَّعَ بِالتَّساوي بَينَنا |
أَرضٌ تُرَتِّلُ حُزنَها |
تَتلو الوَصايا |
أُسنِدُ الرَّأسَ المُهَدَّمَ فَوقَ صَدري باكِياً |
اللهُ يَأتي... لا نَراهْ |
عامُ الوَداعِ |
أُبَلِّلُ الشَّفَةَ الَّتي ارتَجَفَت فَهَزَّت كَوكَباً قَد أُطفِئَت أَنوارُهُ |
مُنذُ اندِلاعِ المَوتِ في أَجسادِنا |
وَتَشَقَّقَت |
في القَحطِ تَنفَصِلُ الحُروفُ عَنِ الحُروفِ |
وَتَهرُبُ الكَلِماتُ مِنّا كَالهَواءِ |
كَأَنَّها غَبَشُ البَعوضِ |
غُموضُهُ |
ضاقَت بِنا أَسماؤنا |
ضاقَت بِنا أَشلاؤنا |
ضاقَت صُدورُ الأَنبِياءِ |
وَضاقَتِ الدُّنيا بِما رَحُبَتْ |
سَنورِثُ ما وَرِثنا في كِتابٍ شاهِدٍ |
لَن نَقرَعَ البابَ الكَبيرَ وَنَشتَكي |
خَمساً نُصَلّي لِلسَّماءِ... وَنَرتَوي |
ما زالَ فينا خَوفُنا |
لَم نَكتَمِلْ |
خَمساً نُصَلّي مُنذُ دَهرٍ حافِلٍ بِجِراحِنا |
لَم نَكتَمِلْ |
ناراً تَفيضُ الرُّوحُ في رَمضائِنا |
ناراً |
كَأَنَّ الصَّمتَ يَحرِقُنا كَعُشبٍ جَفَّ فيهِ العُمرُ |
في أَيلولَ |
يَسرِقُنا مِنَ الماضي |
وَيَسرِقُنا مِنَ الآتي |
مَنَ الصَّلواتِ |
في صَيفٍ أَضأنا لَيلَهُ المَسكونَ بِالأَشباحِ |
بِالكَلِماتِ نُنشِدُها عَلى الشُّرُفاتِ |
وَالإيقاعُ أَيدينا وَأَرجُلُنا |
عامُ الجَّرادِ |
سَتُطفئُ الرّيحُ الَّتي هَبَّت عَلى أَرواحِنا |
ما قَد أَضأنا مِن شُموعٍ في زَواياها |
وَتَجرُفُنا إلى النِّسيانِ خَلفَ جِدارِنا المَصبوبِ مِنَ كَذِبٍ |
وَأَسماءٍ مِنَ الأَسمَنتِ وَالصُّوانْ |
وَسَتُكسَرُ المُدُنُ الَّتي قَد شُيِّدَت مِن عَظمِنا |
فَوقَ الفَراغِ |
وَتُطفَأُ النّارُ الهَزيلَةُ في الرُّؤى |
تَحتَ القُدورِ |
وَفي المَناراتِ العَتيقَةِ |
في العُيونِ |
وَيَزحَفُ الغَيمُ المُكَبَّلُ هارِباً |
لَن نَذكُرَ المَوتى عَلى الطُّرُقاتِ |
لا |
لَن نَذكُرَ المَوتى وَلا الأَحياءَ يَومَ الحَشرْ |
أَسماؤنا...قُمصانُنا |
نُلقي بِها وَكَأَنّها صَخرٌ عَلى أَكتافِنا |
لَن نَذكُرَ الصَّوتَ الَّذي قالَ اصعَدوا لِلفُلكِ |
إنَّ الفُلكَ ناجِيَةٌ |
لَن نَذكُرَ اللَّونَ الَّذي صَبَغَ الرَّدى: |
بُنيَّةٌ أَرواحُنا |
بُنيَّةٌ أَشجارُنا |
بُنيَّةٌ طُرُقاتُنا |
بُنيَّةٌ أَحلامُنا |
أَعراسُنا |
أَجراسُنا |
صَلَواتُنا |
بُنيَّةٌ |
بُنيَّة |
نامَ الصَّدى بَينَ الحَصى |
حوريَّةٌ صَفراءُ تَرقُصُ في الهَواءِ |
فَراشَةٌ فَرَّت إلى صَدري |
وَدوريٌّ يُطارِدُ جُندُباً |
وَالأَرضُ جَرداءْ0000 |
في الجُرفِ ما عادَ النَّدى يَحنو عَلى أَغصانِنا |
ما عادَ نُسغٌ في التُّرابْ000 |
لُغَةُ الرِّياحِ طَلاسِمٌ |
لُغَةُ المُغَنّي كَالضَّبابْ000 |
يَأتي إلى ما كانَ ماءً حَولَنا مِثلَ البُحَيرَةِ عاشِقٌ000 |
أَلوانُهُ 000 ماءٌ بِلا لَونٍ |
سَيَخدَعُنا |
وَيُقسِمُ في جُنونِ الحُزنِ وَالنِّسيانِ أَنَّ الماءَ كانَ اليَومَ أَخضَرَ |
مِثلَ أَوراقِ الشَّجَرْ0000 |
وَنُصَدِّقُ القِصَصَ الَّتي فاضَت بِها أَلوانُهُ |
وَنُصَدِّقُ الحُزنَ المُغَطّى بِالسَّديمِ غَشاوَةً |
أَو قَشَّةً تُلقى عَلى ظَهرِ البَعيرِ فَتَقسِمُ الزَّمَنَ المُهَدَّمَ قَبلَها |
عَمّا يَليهِ مِنَ الخَرابْ000 |
وَنُصَدِّقُ الدَّمعَ الَّذي خَلَقَ البِحارَ وَمِلحَها000 |
وَنُصَدِّقُ المِحراثَ يَفصِلُ لَحمَنا عَن جَذرِنا |
قِصصَ الطُّفولَةِ في الشِّتاءِ وَخَوفَنا |
السِّندِبادَ وَبَحرَهُ السِّجنَ الكَبيرَ |
مَليكَةً صارَت تُساءِلُ نَفسَها |
خَلفَ المَرايا مُنذُ عامٍ وَهيَ تَبكي عُمرَها |
يا عُمرُ هَل ما زالَ غُصني أَخضَراً؟؟؟ |
أُسطورَةً؟؟؟؟ |
حُلُمَ الرِّجالِ وَشَهوَةً؟؟؟؟؟ |
يا عُمرُ قِفْ |
أَضنَيتَني |
ذابَت عِظامي وَالمَرايا لا تَشيخُ كَأَنَّها |
خُلِقَت لِتَبقى كَي تُرينا خَوفَنا المَدفونَ فينا |
كُلَّما حَطَّ المَساءُ رِحالَهُ ما بَينَنا |
وَتَراقَصَ الضَّوءُ الهَزيلُ عَلى الجِّدارِ |
وَأُغلِقَت أَبوابُنا |
وَهَمَستُ عارِيَةً أَمامَ العُمرِ في المِرآةِ |
أَعصُرُ مِن خَلايا القَلبِ نارَ الشَّهوةِ السَوداءِ |
وَالشَّيطانُ رابِعُنا |
أَنا وَالعُمرُ وَالمِرآةُ |
يا سُلطانَ عُمري " هَيتَ لَك"؟ ! |
وَنُصَدِّقُ القِصَصَ الَّتي فاضَت بِها أَحلامُهُ |
عَنقاءُ تَرشَحُ مِن مَسامِ قَصيدَةٍ |
مُنذُ انكِسارِ الشَّمسِ في الصَلصالِ |
تَصغُرُ في خُرافَتِنا |
وَتَكبُرُ في مَعابِدِ وَعدِها المائيِّ بَينَ الصَّخرِ |
تَسقُطُ فَوقَ أَرضٍ رَحمُها بازِلتُ |
تَكبُرُ قَطرَةً في كُلِّ عامٍ في الفَراغِ كَأَنّها بَلّورَةٌ |
حَجَرٌ تَفَتَّحَ في الظَّلامِ |
يُضيءُ مِن زَيتِ العِظامِ |
وَيَرتَقي أَنفاسَنا |
وَنُصَدِّقُ الأَرضَ الَّتي نامَت عَلى الصَّفصافِ عَطشى |
وَالنَّدى في رَحمِها المَثقوبِ يَروي حِصَّةَ الغُرَباءِ فيها00 |
عاشِقٌ يَأتي إلى ما كانَ ماءً حَولَنا |
مَجنونُ لَيلى |
يَحرُثُ الرّيحَ الَّتي هَبَّت عَلينا سَبعَةً بِعَباءَةِ الحُلُمِ السَّعيدِ |
فَبَعثَرَت أَسماءَنا |
مِليونُ |
"س" |
"ن" |
"ب" |
"ل" |
"ةٍ" |
سَماءٌ تَرتَخي كَالبَحرِ نُسنِدُها بِأَكتافٍ مِنَ الصَّلصالِ |
أَحرُفُها مُحَطَّمَةٌ |
وَأَحرُفُنا كَسَربِ الطَّيرِ تاهَت في المَدى المَفتوحِ |
وَالنِّسيانِ |
نومئُ في غُبارِ الصُّبحِ لِلأَشياءِ |
"هذا" |
تِلكَ" |
"ذاكَ" |
"وَأَنتَ" |
نَكتُبُها عَلى الجُدرانِ كَي نَنسى |
وَكي نَرمي عَنِ الكَتِفَينِ عِبءَ الشَّكلِ وَالميلادِ |
نَحفُرُها |
"مُ" |
"حَ" |
"مَّ" "دُ" |
أَكثَرُ الأَسماءِ |
"أَ" |
"ح" "مَ" |
"دُ" |
تَهبِطُ الوُديانَ عارِيَةً |
"سَ" "د" |
"و" "مُ" |
تُصارِعُ الأَمواجَ وَالمَنفى |
"ذُ" "ب" |
"ا" "بٌ" |
يَقرِضُ الأَيّامَ |
أَوَّلُها.... مَساءُ السَّبتِ |
آخِرُها... مَساءُ السَّبتِ |
"آ" "دَ" |
"مُ" |
يَعصُرُ الكَلِماتِ... يَشرَبُها |
وَيَنسى ما تَعَلَّمَ قَبلَ خَلقِ الشَّمسِ |
دائِرَةٌ مِنَ الكَلِماتِ لا مَعنى |
وَلا شَكلٌ |
دُموعٌ كُلُّها لِلرّيحِ.. لِلنِّسيانِ .. لِلماضي |
سَقَتنا الشَّمسُ كَالفولاذْ |
عامُ الجَّرادِ |
سَنَلتَقي |
سَتُوَحِّدُ الحَربُ الحَزينَةُ شَملَنا |
لِلبَيتِ رَبٌّ واحِدٌ... يَحميه |
وَأَنا |
أُدافِعُ |
عَن |
سَماءٍ |
لَونُها |
كَالبَحرِ |
بُنيٌّ |
كَجِلدي |
كَالرَّبيعِ المُستعارِ عَلى الشِّعارِ |
بِغَيمَةٍ |
وَجَناحِ دوريٍّ |
وَأَسناني |
أُنَقِّبُ في رُكامِ مَدينَةٍ طُحِنَت عَلى حَجَرٍ |
وَأَحفُرُ في جِدارٍ حَولَ ذاكِرَتي |
-لَعَلّي أُوقِظُ الذِّكرى_ |
ثُقوباً كَي تُضيءَ الشَّمسُ وَجهَ الطِّفلِ في ذاتي |
جُنودٌ يَعبُرونَ اللَّيلَ وَالأَحلامَ |
قافِلَةٌ تُغادِرُ دونَ أَختامٍ |
وُعِدنا بِالشِّتاءِ يَذوبُ في دَمِنا |
بِحورِ العِينِ |
وَالسُّلطانِ |
وَالسَّلوى |
وُعِدنا جَنَّةَ الفِردَوسِ |
نَهراً مِن نَبيذٍ يَخطِفُ الأَبصارَ |
مَنزِلَةً |
هِيَ الأَعلى |
تُغادِرُ حُزنَها الأَبَديَّ نَحوَ الحُزنِ قافِلَةٌ |
وَتَضحَكُ جُثَّةٌ لي ضِحكَةً صَفراءَ |
تُطعِمُني |
بَقايا قِطعَةِ التُفّاحِ |
تُحزِنُني |
وَتَرحَلُ مَع قِطارِ اللَّيلِ عِندَ السّاعَةِ الأُولى |
تُلَوِّحُ بِالمَناديلِ الَّتي اهتَرَأَت نِساءٌ مِثلَ مَوجِ البَحرِ |
لا أَحَدٌ يُوَدِّعُني |
تُدَفِّئُني: |
دٌموعٌ تَغسِلُ الجُدرانَ |
وَالهَمَساتُ |
والآهاتُ |
وَالأَنفاسُ في صَدري |
وَحيداً أَعبُرُ الطُّرُقاتِ مَكسوراً |
سِنينُ الحَربِ أَعرِفُها |
سِنينُ الجوعِ أَعرِفُها |
سِنينُ القَحطِ أَعرِفُها.. وَتَعرِفُني |
كِتابٌ فُصِّلَت آياتُهُ |
مُنذُ انتِشارِ الضَّوءِ حَولي |
وَانفِصالي عَن رَذاذِ الماءْ |
مَنذُ ارتِدائي شَهوَةَ العِشقِ العَنيدِ |
كَأَتَّني ما كنتُ فَوقَ سَفينَةِ النّاجينَ |
في الطُّوفانِ يَومَ اللُجَّةِ الكُبرى |
أَمشي وَأَبحَثُ في جِيوبِ العابِرينَ |
عَنِ الحِكايَةِ في زَمانٍ غابِرٍ |
قابيلُ بَلَّغتَ الرِّسالَةَ كُلَّها |
وَمَلأَتَ صَحنَكَ مِن دَمي |
أَرخَيتَ لَيلَكَ فَوقَ عُمري |
حِصَّةً أَبَديَّةً |
فَتَّشتَ لَحمي عَن غُبارٍ ما |
يَدُلُّ عَلى هُوِيَّتِكَ القَديمَةِ لَم تَجِدْ |
إلاّ الهَواءَ |
وَما تَرَكتُ عَلى الهَواءِ مِنَ الغُبار |
صَدأٌ عَلى صَدأ الحَديدِ يَنِزُّ مِن جُدرانِ ذاكِرَتي |
وُجوهٌ تُشبِهُ الآثارَ |
وَالسُّلطانُ مُنذُ نِهايَةِ الطُّوفانِ... كَالسُّلطانِ |
أَلفُ نِهايَةٍ مَرَّت عَلى حَجَرٍ |
وَوَجهُ اللَّيلِ... وَجهُ اللَّيلِ |
ماءُ البَحرِ... ماءُ البَحرِ |
لَونُ الشَّمسِ... لَونُ الشَّمسِ |
وَالسُّلطانُ...سُلطان |
عامُ الجَّرادِ |
كَأَنَّني لا أَرتَجي غَيرَ الصَّلاةِِ |
وَحُفرَةٍ لي قَبلَ أَن أُمسي طَعاماً لِلجَّوارِحِ وَالذِّئابْ |
في الحَربِ يَتَّسِعُ المَدى |
دَربُ الرَّحيلِ بِلا رُجوعٍ واضِحٍ |
مَوتى أَعُدُّ عَلى الطَّريقِ وَأَنحَني |
كَي لا أَموتَ بِطَلقَةِ الصيّادْ |
قَبرٌ سَيُحفَرُ في الرَّمادِ لأَِجلِنا |
وَسَتؤنِسُ المَوتى عِظامٌ مِن حُروبٍ قَد خَلَت |
وَسَتَبحَثُ القِطَطُ الَّتي اعتادَت عَلى أَجسادِنا |
عَنّا عَلى أَرضِ الخَرابِ فَلا نَكونْ |
لي قِطَّةٌ كانَت تَموءُ كَأَنَّها وَتَرٌ يُداعِبُ شَهوَتي |
تَمشي وَرائي مِثلَ ظِلٍّ تابِعٍ |
كانَت بِلَونِ الأُرجُوانِ |
سَقيتُها عاماً بِكَفّي |
ثُمَّ ضاعَت في الفَراغِ كَنَجمَةٍ |
لَم تَحتَرِفْ لُغَةَ السَّماءِ فَأُطفِئَتْ |
حينَ ارتَدَت ثوبَ الفَراغِ وَأَنشَبَت أَنيابَها |
-كَي تُسكِتَ الجوعَ الرَّهيبَ- |
بِجُثَّةٍ قَد عُلِّقَت فَوقَ السِّياجْ |
لي قِطَّةٌ |
أَمشي عَلى جُثَثِ الضَّحايا |
مَوسِمُ العِشقِ انتَهى حَيثُ انتَهيتُ |
وَحيثُ قاسَمَني الجَّرادُ كِتابَةَ السَّطَرِ الأَخيرِ |
وَحَبَّةَ القَمحِ الَّتي اختَبَأت سِنيناً في التُّرابْ |
اللهُ يأتي... لا نَراه |
عامُ الحَصادِ |
سَنَحصِدُ المَوتَ المُوَزَّعَ بِالتَّساوي بَينَنا |
مُزَقَ السَّحابِ كَأَنّها ريشُ الغُرابِ |
وَما تَبقّى مِن غُبارٍ فَوقَ فاتِحَةِ الكِتابْ |
للهِ نِصفٌ مِن صَلاةِ الجائِعِ المَقهورِ في ذاتي |
وَمِن صَومي |
وَللجّابي |
سِنينُ القَهرِ |
أَعصُرُ في جِيوبِهِ سُمَّ أَورِدَتي |
وَأَهتِفُ في سُكونِ اللَّيلِ |
"يَحيا العَدلُ" |
أَحفُرُها عَلى الصَّلصالِ عِندَ الفَجرِ أَلواناً |
بِلَونِ الطَّيفِ |
"ماتَ نَبيُّنا الوالي"! |
يَتيمٌ يَغرِفُ الكَلِماتِ في كَفَّيهِ |
يَصعَدُ في غُبارِ الرُّوحِ |
يَمشي بَينَ سُنبُلَتينِ مُنذُ بِدايَةِ الدُّنيا |
وَحَتّى آخِرِ الكَلِماتِ |
أَحمَدُ: آخِرُ الأَسماءِ وَالصَّلصالُ أَوَّلُها |
وَما تَأتي بِهِ الأَيامُ عِندَ الفَجرِ قَبلَ بُلوغِ عَينِ الشَّمسِ |
مِن رُؤيا |
سُؤالٌ كُلُهُ لِلرّوحِ يُقلِقُها |
-هَل احتَرَقَت رُفاةُ الرّوحِ؟ |
-لا |
-ماذا سَيُشعِلُ شَمسَ أَرواحٍ قَد انطَفَأَت إذَن؟ |
-أَصداءُ أَجراسٍ وَرِثناها عَنِ السُّجَناءِ وَالمَوتى! |
سَنَحفُرُ في بَقايا الرُّوحِ |
نُخرِجُ مِن صَدى الأَنفاسِ مَملَكَةً مِنَ الفُخّارِ تُشبِهُنا |
وَنَعصُرُ مِن خَلايانا مِياهاً عَذبَةً كَالنَّهر |
تُشبِعُ جوعَنا الأَبَديَّ لِلأَرضِ الَّتي نامَت عَلى أَكتافِنا |
حُبلى |
وَلِلآتي |
وَ |
لِ |
ل |
آ |
ت |
ي |