1 |
قَاتلتُ بالأَسْنَانْ |
كي أحملَ الماءَ إلى قبيلتي |
وأَجعلَ الصحراءَ بُسْتاناً من الألوانْ |
وأَجعلَ الكلامَ مِنْ بَنَفْسَجٍ |
وضِحْكَةَ المرأةِ مِنْ بَنَفْسَجٍ |
وثَدْيَها .. قِمَّةَ عُنْفُوانْ ... |
قاتلتُ بالسَيْفِ وبالقصيدَهْ |
كي أحمِلَ الحُبَّ إلى مدينتي . |
وأَغْسِلَ القُبْحَ عن الوُجُوه والجُدْرَانْ |
وأَجْعَلَ العَصْرَ أَقَلَّ قَسْوَةً |
وأَجعَلَ البحرَ أشدَّ زُرْقَةً |
وأجعلَ الناسَ ينامونَ |
على شَراشفِ الحَنَانْ .. |
3 |
كَيْ أُشعلَ النيرانَ في ذاكرتي |
وفي ثياب مَنْ تَبقَّى من بني عُثْمَانْ . |
وأُقفَ الذُكُورَ عن إرهَابهمْ |
وأُنقذ النِسَاءَ من أقبية السُلطَانْ |
حَفِظتُ للكِلمةِ كبرياءَهَا |
ولم أُسَافِرْ مرَّةً واحدةً |
لأَمْدَحَ المأمُونَ .. |
أو لأمْدَحَ الخليفةَ النُعْمَانْ ... |
4 |
قَاتلتُ خمسينَ سَنَهْ |
ودولةَ الإِنسانْ . |
لكنَّني اكتشفْتُ أَنَّ ما كتبتُهُ |
ليس سوى حَفْرٍ على الصَوَّّانْ .. |
5 |
... وها أنا ، مِنْ بعد خمسينَ سَنَهْ |
تأكُلُني الأحزانْ |
قد تَرَكُوني خَلْفَهُمْ ، |
وفضَّلوا عبادَة الشيطَانْ ... |
تأكُلُني الأحزانْ |
لأَنَ مَنْ حاولتُ أَنْ أَجْعَلَهُمْ آلِهَةً ، |
قد تَرَكُوني خَلْفَهُمْ ، |
وفضَّلوا عبادَة الشيطَانْ ... |