الى الصديق
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ما عزّ من لم يصحب الخذما | فأحطم دواتك، واكسر القلما |
وارحم صباك الغضّ ، إنّهم | لا يحملون وتحمل الألما |
كم ذا تناديهم وقد هجعوا | أحسبت أنّك تسمع الرّمما |
ما قام في آذانهم صمم | وكأنّ في آذانهم صمما |
القوم حاجتهم إلى همم | أو أنت مّمن يخلق الهمما؟ |
تاللّه لو كنت ((ابن ساعدة)) | أدبا ((وحاتم طيء)) كرما |
وبذذت ((جالينوس)) حكمته | والعلم ((رسططا ليس)) والشّيما |
وسبقت ((كولمبوس)) مكتشفا | وشأوت ((آديسون)) معتزما |
فسلبت هذا البحر لؤلؤه | وحبوتهم إيّاه منتظما |
وكشفت أسرار الوجود لهم | وجعلت كلّ مبعّد أمما |
ما كنت فيهم غير متّهم | إني وجدت الحرّ متّهما |
هانوا على الدّنيا فلا نعما | عرفتهم الدّنيا ولا نقما |
فكأنّما في غيرها خلقوا | وكأنّما قد آثروا العدما |
أو ما تراهم، كلّما انتسبوا | نصلوا فلا عربا ولا عجنا |
ليسوا ذوي خطر وقد زعموا | والغرب ذو خطلر وما زعما |
متخاذلين على جهالتهم | إنّ القويّ يهون منقسما |
فالبحر يعظم وهو مجتمع | وتراه أهون ما يرى ديما |
والسّور ما ينفكّ ممتنعا | فإذا يناكر بعضه نهدما |
والشّعب ليس بناهض أبدا | ما دام فيه الخلف محتكما |
يا للأديب وما يكابده | في أمّة كلّ لا تشبه الأمما |
إن باح لم تسلم كرامته | والإثم كلّ إن كتما |
يبكي فتضحك منه لاهية | والجهل إن يبك الحجى ابتسما |
جاءت وما شعر الوجود بها | ولسوف تمضي وهو ما علما |
ضعفت فلا عجب إذا اهتضمت | اللّيث، لولا بأسه، اهتضما |
فلقد رأيت الكون ، سنّته | كالبحر يأكل حوته البلما |
لا يرحم المقدام ذا خور | أو يرحم الضّرغامه الغنما؟ |
يا صاحبي ، وهواك يجذبني | حتّى لأحسب بيننا رحما |
ما ضرّنا ، والودّ ملتئم | أن لا يكون الشّمل ملتئما |
النّاس تقرأ ما تسطّره | حبرا ، ويقرأه أخوك دما |
فاستبق نفسا ، غير مرجعها | عضّ الأناسل بعدما ندما |
ما أنت مبدلهم خلائقهم | حتّى تكون الأرض وهي سما |
زارتك لم تهتك معانيها | غرّاء يهتك نورها الظّلما |
سبقت يدي فيها هواجسهم | ونطقت لما استصحبوا البكما |
فإذا تقاس إلى روائعهم | كانت روائعهم لها خدما |
كالرّاح لم أر قبل سامعها | سكران جدّ السّكر، محتشما |
يخد القفار بها أخو لجب | ينسي القفار الأنيق الرسما |
أقبسته شوقي فأضلعه | كأضالعي مملوءة ضرما |
إنّ الكواكب في منازلها | لو شئت لاستنزلتها كلما |