أم الكرم
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
نشوة النور و أحلام الجنان | و شذا الأنسام و الجوّ الجماني |
رقصت في الروضة الغنّا كما | ترقص الحور على شدو المثاني |
و صبت معجزة الحسن بها | صبوة السكر بأعطاف الغواني |
بلدة الفن و " أمّ الكرم " في | حضنها الحاني صبت أمّ الدنّان |
نسّق الفن حواشي كرمها | فتعانقن على بعد المكان |
و طلى بهجتها صفو الندى | و الصباح الطفل وردي البنان |
و العناقيد على أغصانها | كالنهود العاطفيّات الحواني |
و تدلّت كالقروط البيض من | أذن الغيد المليحات الحسان |
*** | |
روضة فوحاء فردوسيّة | تلد اللّذّات آنا بعد آن |
كلّها راح وروح عبق | و ظلال و تثنّي غصن بان |
وزهور تبعث العطر كما | تبعث السكر العناقيد الدواني |
تفرش الجوّ جمالا و شذا | و الثرى ظلا نديّ العطف هاني |
*** | |
الهوى الممراح فيها و الصبا | و حوار الوصل فيها و التداني |
و فنون الحسن فيها و الغنا | مهرجان يرتمي في مهرجان |
و العصافير على أدواحها | كالقياثير على أيدي القيان |
تسكب اللّحن على مرقصها | فتشّي الجو رقصا و أغاني |
و كأنّ النهر في أحضانها | شاعر ذوّبه فرّط الحنان |
و محبّ كلّما ناجى الهوى | طلمست نجواه " فوضاء " الزمان |
فتحال النهر محموم الغنا | مطربا هيمان معقود اللّسان |
و كأنّ الروضة الغنّا على | مائه فجر الهوى طفل الأماني |
*** | |
بلد توحي مجاليه إلى | مزهر الفنان أبكار المعاني |
قلت للشعر و قد ساجله | نغم الفنّ و سحر الإفتنان |
أتراه سرق الفردوس أم | هو فردوس بحضن الأرض ثاني |