فلسفة الجراح
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
متألّم . ممّا أنا متألّم ؟ | حارَ السؤالُ . و أطرقَ المستفهمُ |
ماذا أحسّ . و آه حزني بعضُهُ | يشكو فأعرفُهُ و بعضٌ مبهمُ |
بي ما علمت من الأسى الدامي و بي | من حرقةِ الأعماقِ ما لا أعلمُ |
بي من جراح الروح ما أدري و بي | أضعاف ما أدري و ما أتوهّم |
و كأنّ روحي شعلة مجنونة | تطغى فتضرمني بما تتضرّم |
و كأنّ قلبي في الضلوع جنازة | أمشي بها وحدي و كلّي مأتم |
أبكي فتبتسم الجراح من البكا | فكأنّها في كلّ جارحة فم |
*** | |
يا لابتسام الجرح كم أبكي و كم | ينساب فوق شفاهه الحمرا دم |
أبدا أسير على الجراح و أنتهي | حيث ابتدأت فأين منّي المختم |
و أعارك الدنيا و أهوى صفوها | لكن كما يهوى الكلام الأبكم |
و أبارك الأمّ الحياة لأنّها | أمّي و حظّي من جناها العلقم |
حرماني الحرمان إلاّ أنّني | أهذي بعاطفة الحياة و أحلم |
و المرء إن أشقاه واقع شؤمه | بالغبن أسعده الخيال المنعم |
*** | |
وحدي أعيش على الهموم ووحدتي | باليأس مفعمة وجوّي مفعم |
لكنّني أهوى الهموم لأنّها | فكر أفسّر صمتها و أترجم |
أهوى الحياة بخيرها و بشّرها | و أحبّ أبناء الحياة و أرحم |
و أصوغ " فلسفة الجراح " نشائدا | يشدو بها اللّاهي و يشجى المؤلَمُ |