هواجس
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
هواجسي فيك إيمان و غالية | و أنجم و فراش تعبد اللّهبا |
و سالفات رؤى حين اشتهيت لنا | في البيد خيمتها السمراء و الكثبا |
هواجس أنت دنياها و معدنها | فكيف تبدع إلاّ النّور و الطربا |
النازلات على قلبي و نعمته | حورا من الأفق القدسيّ لا ريبا |
المترفات و أحلاها و أملحها | طيف مع الفجر من أهدابك انسربا |
روى لنا عنك ما ندّى سرائرنا | من المنى السمر إن صدقا و إن كذبا |
تصوّف القلب تدليلا لساكنه | فما شكى عنت البلوى و لا عتبا |
و كيف يوحش قلبي من سلافته | و قد أدرت عليه الحبّ و الأدبا |
يا عذبة الثغر .. لو طاف الخيال به | قرأت في وجهك الإشفاق و الغضبا |
إذا تمنّاك قلب لا نجوم به | تململ الفلك الغيران و اضطربا |
يردّ حسنك أهواء النفوس تقى | و يسكب الخير و الأطياب و الشهبا |
كأنّه الكعبة الزهراء ، ما اجترحت | منى الحجيج بها إثما و لا لعبا |
*** | |
غيب لحبّك من نعمى اليقين به | كأنّني كاشف عن سرّه الحجبا |
بيني و بينك أنساب موثّقة | هذا اللهيب بقلبي خيرها سببا |
فلو بخلت بنعماء العذاب لما | نشدت عندك إلاّ جمره أربا |
لم يشهد الله قلب لا لهيب به | و يشرق الله في القلب الذي التهبا |
أعيذ مؤنس ، روحي ، بعد وحشتها | أن يستردّ من النعماء ما وهبا |
يا ضيعة النغم الأسمى و لوعته | إذا محى الخالق الفنّان ما كتبا |
شفّعت عندك حبّي في مواجعه | و ما تمزّق من قلبي و ما سلبا |
أخفيت ظلمك عن نفسي لأرحمها | ثمّ ابتدعت له الأعذار و السببا |
*** | |
هواك عندي مقيم في مواطنه | فإن تحوّل عن نعمائها اغتربا |
أحبّك الحبّ تأليها خلعت به | على تدلّهي الإجلال و الرهبا |
*** | |
سكبت في دربك الأطياب والهة | و جلّ كأسك عن عطري الذي انسكبا |
لعلّه – و الخطى السمراء تسلكه | يعلّها من حنيني بعض ما شربا |
أغليت نعمى الهوى عندي و محنته | فحبّ ما مرّ منه حبّ ما عذبا |
مدامعي فيك لو أكرمت جوهرها | أكرمت فيها الهوى و الشعر و العربا |
أجلّ بابك عن طول الوقوف به | فقر الكريم تجلّى صمته طلبا |