وتنتحر المنى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ويمضي المساء على جفن درب | تركناه يوما لكأس القدر | تعربد فيه ليالي الصقيع | ووحل الشتاء وموت الزهر | وتمضي الحياة على وجنتيه | كحلم تعثر ثم انتحر | وفوق المقاعد عهد قديم | وأصداء نشوى وطيف عبر | ويبكي الطريق على الراحلين | على من مضى أو جفا أو غدر | * * * | ويمضي المساء على جفن درب | رعانا بدفء كشمس الشتاء | رأينا على شاطئيه الأمان | وحلما يداعبنا في الخفاء | وفي الدرب عشنا ربيع الأماني | سكارى نعانق فيها السماء | شدونا نشيد الهوى للحيارى | وفي الحب تحلو ليالي الغناء | رجعنا إلى الدرب بعد الرحيل | لنرثي عليه بقايا لقاء | * * * | مقاعدنا أطرقت في سكون | وقالت: رجعت لنفس الطريق | فأين لياليك صارت رمادا؟ | وأين أمانيك بعد الحريق؟ | وأين النسيم يهيم اشتياقا | يعانق في راحتيها الرحيق؟ | على الدرب نامت بقايا زهور | وأشلاء غصن وحلم غريق | ولم يبق شيء سوى أغنيات | تساءل في الليل أين الرفيق؟ | * * * | ويمضي المساء على جفن درب | توارى مع الحزن بعد الرحيل | وكم عاش يحمل نبض الحياة | كهمس النسيم وظل النخيل | عرفناه ليلا شقي الظلام | رأيناه شمسا تناجي الأصيل | ومهما عشقنا رحيق الأماني | فعمر الأماني قليل.. قليل | * * * | لقد عشت بالحب طفلا صغيرا | رأى في هواك عطاء السنين | فأطلق في راحتيك الليالي | وما كان يدري عذاب السجين | وكان نصيبك ليلا طويلا | وكان نصيبي قلبي الحزين | وجئنا إلى الدرب يوما حيارى | ليسألنا عن زمان الحنين | عشقنا وذبنا عليه اشتياقا | وجئناه نبكي على الراحلين | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (فاروق جويدة) .