أقوال حارس المدينة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أقولُ | رأيتُ على بابها جالساً | وأقولُ | سمعتُ الأغاني بسبحتهِ | يتوافدُ في إثرهِ الأنبياء | . | لا أقولُ | أليسَ هناكَ | مكانٌ على الرَّفِ للانحناء | *** | رأيتُ جبيناً تندَّى برؤياهُ | مغتسلاً بالغموضِ | على رأسهِ عمةٌ | ويداهُ تسافر في الروحِ أو في الرداء | . | جالساً | كانَ في حضرةِ الذكرِ | نامَ على كتِفِ البابِ | واصَّعّدتْ روحهُ غيمةً غيمةً | أمْ ترى اصَّعّدتْ في تقاسيمهِ لغةُ البسطاء | . | كانَ يعرفهُ البحرُ لم أنتبهْ | كيفَ غافلني قمرٌ | /وثلاثُ حروبٍ من العمرِ تكفي ! | ولكنَّهُ مثلَ عادتهِ | كان مشتغلاً بالضياء | . | جالساً لا أقولُ | أقولُ سمعتُ الأغاني | لماذا اشتعلتُ بلحيتهِ | بالمساحةِ في عطرهِ | كانَ يتقنُ ألا يكونَ هنا حاضراً | واكتشفتُ | المساحةَ ما بيننا | كانَ يفصلنا الالتقاء | . | ثلاث حروبٍ من النور تكفي | ولكنَّهُ مثلَ ما كانَ | محترقاً تتدلى على قدميهِ السماء | *** | لا أقولُ الذي كانَ يجلسُ بالهمسِ كانَ هنا | وأقولُ الذي يهمسُ الآنَ | حينَ هنا لا هنا | كانَ يتقنُ ألا يكونَ هناكَ | وألا يكونَ سواهُ | وكنتُ أرى جدولاً عند قامتهِ | وازرقاقٌ عميقٌ وليس بماء | . | لا أقولُ أقولُ | على حينِ صمتٍ تدفَّقَ | من هامةِ الروحِ نحو دواخلهِ | ليس إلا الحقولُ تقاسمهُ الانتماء | . | وأقولُ أقولُ | إذا ما رنا قفزتْ غيمةٌ من مدائنهِ | لا أقولُ | اتسعتُ لأملئ هذا الإناء. | . | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (علي الجلاوي) .