أرشيف الشعر العربي

ثلج و نار

ثلج و نار

مدة قراءة القصيدة : 3 دقائق .
أ أيّتها النّار هذا المساء قسى برده فانهضي و استفيقي
أيا نار كفّاي أثلج منه فهلا بعثت بدفء الحريق !

***

أما فيك بعدحياة تشبّ؟ أم فيك من جذوة تلهب ؟
أمقرورة أم غفى و انطوى على نفسه اللّهب المتعب؟

***

أأجلس يا نار وحدي هنا أراعيك و هنا و أستطلع ؟
خذي ملء شدقيك هذي الرّسائل إن كان فيهنّ ما يشبع !

***

خذيها ! كليها ! و لا تمهلي فمنها الوقود و منك الأجيج
و يا من لها كلمات الحوت من الحبّ كلّ جميل بهيج !

***

أتبقين حقا على ما بها ؟ متى أنت أبقيت شيئا ؟ متى !
و ماذا أرجّي بهذا الدّعاء و كيف تلبّين ! واحسرتا !

***

أجائعة أنت ؟ يا للشّراهة ما عفت غبر بلى أو رماد
تشهّيت كلّ طعام ، و ما تذوّقت شيئا كطعم المداد ؟

***

و من لي بزادك ؟ لم يطبق ما يلوك لسانك أ بعلك
أأيّتها النّار ويك اصبري أجئك بكلّ الذي أملك

***

بقرباني القدسي الأخير أزاهير كنّ رقاقا لطافا
أزاهير تزهى بها باقة ذوت نضرة و أصابت جفافا

***

ألا كم تألّقن فوق الغصون زواهر في روعة و اتّقاد
بكفيّ هاتين جمّعتهنّ من كلّ روض و من كلّ واد

***

فوا رحمتا أيّ عمر قصير لهنّ ، و أيّ شباب ذوى
و أيّ حياة كحلم سرى سرى البرق لألأ ثمّ انطوى !

***

أحقا فرغت ؟ إذن ما سعارك لم يبق يا نار ما ينهش
أهذي القصاصة ؟ لا ! إنّني أضمّ عليها يدا ترعش !

***

أكانت سوى قطعة غضّنت من الورق اليابس الأصفر
مهلهلة غير مقروءة حوت قصّة الحبّ في أسطر !

***

ضننت بها ضنّ معتزّة و تحت الوسادة أودعتها
أقبّلها مئتي مرة إذا جنّ شوقي أطلعتها

***

فبا للشّراهة ؟ ماذا أرى ؟ لسانك في ثورة و اهتياج
يكاد إليّ من المصطلى بجمرك أن يتخطّى السّياج !

***

خسئت فردّيه ! ماذا يروم ؟ ألم يبق يا نار ما يطعم ؟
أهذي القصاصة ؟ يا للحريق و يا للبلى ! شدّ ما يؤلم !

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (علي محمود طه) .

دنيا النسّاء

البعث

فزع و عتاب

الطريد

ميلاد زهرة


روائع الشيخ عبدالكريم خضير