جمرة الدنيا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
عهد عليه من الضحايا رونق | ألحق من لبناته و المنطق |
بنت الدموع به فمكّن صرحه | جرح ينزّ و عبرة تترقرق |
و دم سقى ظمأ الصباح ففجره | ثمل و مشرقه نديّ مشرق |
و زكا فعند الغوطتين تحيّة | منه تمرّ على الصخور فتورق |
من خالد أو من عهود أميّة | ما انفكّ يزكو بالشام و يعبق |
و حلفت قد كتب البقاء لها دم | قان و عهد للحليف و موثق |
*** | |
رافقتها من أربعين تصونها | و تردّ عنها النازلات و تشفق |
تفني شبابك في الشام و حبّها | و شبابها في جدّة لا تخلق |
غسّان جنّ بها و هام أميّة | و هفا إليها الهاشميّ المعرق |
لم ينصفوا لمّا شكوا نزواتها | هي جمرة الدنيا تضيء ة تحرق |
تبغي المزيد من الصبّابة و الهوى | و تلحّ لا تحنو و لا تترفّق |
فاعذر إذا ملكت هواك فإنّها | و أبيك أملح من يحبّ و يعشق |
*** | |
من مبلغ عنّي الرئيس قصيدة | تحمي الثغور فكلّ بيت فيلق |
و أنا الذي غنّى الشام فهزّها | منه البيان العبقريّ المونق |
دلّلت محنتها بسحر قصائدي | أيّام يستحذي الكميّ فيطرق |
و جبهت بالحقّ العنيف عدوّها | و عدوّها ثمل الضغائن أخرق |
ألقى الأذى فيها و أطرب للأذى | فمشرّد حينا و حينا موثق |
رنت العيون إلى جلالك خشّعا | و البدر يلثم في العيون و يرمق |
حوّطته باسم النبيّ و آله | ممّن يفيء إلى الظلام و يرشق |
في موكب تتدفّق الذكرى به | و الخيل في جنباته تتدفّق |
مروان آب إلى الحمى فتزيّنت | للقائه بعد القطيعة جلّق |
و كأنّ فتحا من فتوح أميّة | حملت بشائره الجياد السبّق |
*** | |
ذاك البناء تكاملت أجزاؤه | إلاّ طرائف في يديك تنسّق |
و يزيد في حسن القصور و سحرها | فنّ يرفّ إطارها و يزوّق |
إن تعي بالزمن الطويل فربّما | صحب الأناة الصّانع المتأنّق |
إنّ الأولى محضوك صفو و لائهم | غير الألى محضوه و هو مرنّق |
من عرفت بلاءه و وفاءه | أهوى فأسرفت في هواي و أصدق |