دمعة على الشام
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
نظم الشاعر القصيدة وهو لاجئ في بغداد | |
. | |
. | |
حيّ الرئيس إذا نزلت بساحه | رحبا تهلّل للوفود فساحا |
و اقرأ له شعري ترنّح عطفه | غرر البيان وجوّد الأمداحا |
و اهتف إذا هدأ النديّ و لم تجد | إلاّ الأحبّة فيه و النصّاحا |
يا شارب الماء القراح : بجلّق | لم يشربوا إلاّ الدّموع قراحا |
عرس الشام طغى عليه ظالم | فطوى البساط و حطّم الأقداحا |
نكث العهود و راح يحمل غدرة | بلقاء فاجرة اليمين و قاحا |
*** | |
قل للرّئيس تحيّة من شاعر | لم يقو بالبلوى فضجّ و باحا |
جليت له الدنيا و زوّق حسنها | فزوى بحرّ جبينه و أشاحا |
كتم الأباة دموعهم و أذعتها | حرقا مجلجلة البيان فصاحا |
و لأهتفنّ بها فأسمع فيصلا | و أحرّك المنصور و السفّاحا |
و أعزّ من عبد الإله بغضبة | لحمى أميّة بالشام مباحا |
*** | |
أمّا لداتك بالشام فإنّهم | حملوا الإباء سلاسلا و جراحا |
نزلوا السجون فعطّروا ظلماتها | أنفا و عزّا كالضحى و جماحا |
يا نازلين على السجون فأصبحت | بهم أعزّ حمى و أكرم ساحا |
الله يعلم ما ذكرت عهودكم | إلا انفجرت تفجّعا و نواحا |
و إذا ذكرتكم شربت مدامعي | فكأنّني ثمل أعبّ الراحا |
إنّي ليحملني الخيال إليكم | فأجوب فيه سباسبا و بطاحا |
و أخال أنّ البدر يحمل منكم | نبأ إليّ إذا أطلّ و لاحا |
و أراكم و أكاد أسمع ضجّة | للديدبان و غدوة و رواحا |
حسّ أشارككم به آلامكم | و أكاد أحمل عنكم الأتراحا |
شيخ العروبة في القيود إباؤه | يخفي السنين و عبئها الفضّاحا |
عنف الطغاة به و يسخر كبره | بالشامتين طلاقة و مراحا |
حمل القضية و السنين فياله | من منكب زحم الردى و أزاحا |
و إذا ذكرت أبا رياض عادني | شجن الغريب طغى هواه فناحا |
الذائد الحامي كأنّ بيانه | أي السماء تنزّلت ألواحا |
يا راكب الوجناء أخمل عهدها | إبلا ظماء في الفلاة طلاحا |
مرّت كلامعة البروق فهجّنت | غرر العراب الشقر و الأوضاحا |
لا تعد عند اللاّذقيّة شاطئا | غزلا كضاحكة الصّبا ممراحا |
نديان من أشر الصّبا و جنونه | طلق الفتون مجانة و مزاحا |
بالله إن كحلت جفونك موجه | ضمّ الشراع و قبّل الملاّحا |
و اسرق من الكنز المقدّس مغربا | حلو الأصيل و مشرقا لمّاحا |
و انزل على خير الأبوّة رحمة | تسع الحياة و عفّة و صلاحا |
يشكو السقام فإن هتفت أمامه | باسمي تهلّل وجهه و ارتاحا |
و أطل حديثك يستعده تعلّلا | بالذكر لا لتزيده إيضاحا |
و إذا ألحّ فللحنان عذوبة | في مقلتيه تحبّب الإلحاحا |
و الثم أحبّتي الصغار و رفّها | غررا نواعم كالورود صباحا |
و احمل لإخوان الجهاد تحيّة | كالروض رفّ عباهرا و أقاحا |
و إذا نزلت ببانياس فحيّها | عنّي و ضمّ عبيرها الفوّاحا |
و اسكب على قبر هناك معطّر | بالذكريات فؤادك الملتاحا |
و أنا الوفيّ و إن نزحت و ربّما | لجّ الحنين فأتلف النزّاحا |
إنّ الفراخ على نعومة ريشها | ريعت ففارق سربها الأوداحا |
*** | |
فتّ العدوّ بمهجتي و تركتهم | حنقا عليّ يقلّبون الرّاحا |
عزم فجأت به العدى لم أستشر | نجما عليه و لا أجلت قداحا |
مالي أكافح بالبيان و إنّه | جهد المقلّ عزيمة و كفاحا |
و من الغضاضة أنّني أرضى به | بعد الظماء المرهفات سلاحا |
فلئن سلمت لأهتفنّ بغارة | شعواء أحكمها ظبى و رماحا |
و لأشهدنّ بكل فجّ معقلا | للظلم زعزعه القضاء فطاحا |
*** | |
خلّوا جناحا في العراق لنسره | و تخوّفوه في الشام جناحا |
و لو أنّهم خلّوا عنان جناحه | لغدا به بين النّجوم و راحا |
*** | |
أمّا اللواء فللعراق و ربّما | زحم الكواكب نجدة و طماحا |
آسي الجراح الداميات حنانه | و هفا ورقّ طلاقة و سماحا |
النازلون على العراق تفيّأوا | ظلّ العراق معطّرا نفّاحا |
الله أطلع في مخائل فيصل | عند الخطوب الزّاحفات صباحا |