أرحلوا عن وطني
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
هذه الأرضُ التي نعشقُ | لا تُنْبِتُ وردَ الياسمينْ | للغزاةِ الطامعين | والفراتُ الفَحْلُ | لا ينجبُ زيتوناً وتينْ | في ظلالِ المارقينْ | فأرحلوا عن وطني المذبوحِ شعباً | وبساتينَ. . . | وأنهاراً وطينْ | وأتركونا بسلامٍ آمنينْ | نحن لا نَسْتَبدلُ الخنزيرَ بالذئبِ | ولا الطاعونَ بالسُلِّ | وموتاً بالجُذامْ | فأرحلوا عن وطني. . . | هذه الخوذةُ | لا يمكن أنْ تصبحَ عشاً للحَمامْ | فأرحلوا عن وطني. . | والدمُ المسفوحُ لن يصبحَ أزهارَ خَزامْ | فأرحلوا عن وطني. . . | والبساتينُ التي غادرها النبعُ | وما مرَّ عليها منذ جيلين الغمامْ | تصرخ الآن : أرحلوا عن وطني | وأرفعوا- قبل العقوباتِ- أياديكمْ | عن الشعبِ المضامْ | حَزّرونا منكم الآنَ. . | ومن زيف الشعاراتِ. . . | وتجارِ حروبِ - النفطِ والشفطِ- | وأصحابِ حوانيتِ الشعبِ | أدِلاّءِ جيوشِ الإحتلال | فأرحلوا عن وطني. . | وأشربوا نخبَ أنتصارِ القائدِ الَسَجَّانِ | في الحربِ على الشعبِ السَجينْ | نحن مهزومون حتى قبل أن تبتدئ الحربُ | حقولٌ تشحذُ القمحَ | وطينْ | سال منه الدمُ من بوابة القصرِ | إلى النهر الحزينْ | فأرحلوا عن وطني | وأمنحونا فرصةَ الدفنِ لموتانا | وأنْ نَخْرِجَ من تحت الركامْ | جُثَثاً ما بلغتْ عُمْرَ الفِطامْ | فارحلوا عن وطني | من قبل أنْ يَنْتَفِضَ النخلُ العراقيُّ | ويستلَّ سيوفَ الإنتقامْ | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (يحيى السماوي) .