-1- |
عيناك والنور الضئيل من الشموع الخابيات |
والكأس والليل المطل من النوافذ بالنجوم |
يبحثن في عيني عن قلب وعن حب قديم |
عن حاضر خاو وماض في ضباب الذكريات |
ينأى ويصغر ثم يفنى إنه الصمت العميق |
والباب توصده وراءك في الظلام يدا صديق ! |
** |
-2- |
كالشاطئ المهجور قلبي لا وميض ولا شراع |
في ليلة ظلماء بل فضاءها المطر الثقيل - |
لا صرخة اللقيا تطيف به ولا صمت الرحيل |
يمناك والنور الضئيل أكان ذاك هو الوداع ؟! |
باب وظل يدين تفترقان- ثم هوى الستار |
ووقفت أنظر في الظلام وسرت أنت إلى النهار |
** |
-3- |
في ناظريك الحالمين رأيت أشباح الدموع |
أنأى من النجم البعيد تمر في ضوء الشموع |
واليأس مد على شفاهك وهي تهمس في اكتئاب |
ظلاً- كما تلقي جبال نائيات من جليد |
أطيافهن على غدير تحت أستار الضباب |
لا تسألي ماذا تريد ؟ فلست أملك ما أريد! |
** |
-4- |
باب وظل يدين تفترقان- ليتك تعلمين |
أن الشموع سينطفين, وأن أمطار الشتاء |
بيني وبينك سوف تهوي كالستار فتصرخين |
الريح تعول عند بابي لست أسمع من نداء |
إلا بقايا من حديث رددته الذكريات |
وسنان هوّم كالسحابة في خيالي ثم مات ! |
** |
-5- |
أنا سوف أمضي سوف أنأى سوف يصبح كالجماد |
قلب قضيت الليل باحثة على الضوء الضئيل |
على ظله في مقلتي فما رأيت سوى رماد!! |
أنا سوف أمضي ربما أنسى إذا سال الأصيل |
بالصمت أنك في انتظاري ترقبين وترقبين |
أو ربما طافت بي الذكرى فلم تذك الحنين |
** |
-6- |
الزورق النائي وأنات المجاديف الطوال |
تدنو على مهل وتدنو في انخفاض وارتفاع |
حتى إذا امتدت يداك إلي في شبه ابتهال |
و همست ها هو ذا يعود! رجعت فارغة الذّراع |
وأفقت في الظلماء حيرى لا ترين سوى النجوم |
ترنو إليك من النوافذ في وجوم .. في وجوم ! |
** |
-7- |
قد لا أؤوب إليك إلا في الخيال وقد أؤوب |
لا أملس في قلبي ولا في مقلتي هوى قديم: |
كفان ترتجفان حول الموقد الخابي .. وكوب |
تتراقص الأشباح فيه .. وتنظرين إلى النجوم |
حذر البكاء .. وكيف أنت تهز قلبك في ارتخاء |
عاد الشتاء .. |
فتهمسين : وسوف يرجع في الشتاء . |